في 1984 جلس الزميل روميو رفائيل مع عمو بابا كثيراً وكان يزوره في البيت كلما حل ضيفاً في لندن، واتفق معه على أن يكتب سيرته الرياضية في كتاب، فقال له إنه سيفكر في الموضوع بعد عودته إلى بغداد. وعندما رفضت الحكومة البريطانية منحه تأشيرة دخول البلاد في المرة التالية سافر إلى شيكاغو بعدما حصل على التأشيرة بشق الأنفس بعدما حاولت «سيناتورة» جاهدة وبمساعدة الهيئة الإدارية للنادي الرياضي الآشوري. وأقيمت له حفلة خيرية لجمع الأموال لمعالجته، وحضر الزميل روميو هذه الحفلة والتقى به وذكره بالكتاب، فكان له اجتماع مع هذه الهيئة حول مسألة تأليف كتاب عن سيرته الذاتية وبعض من أعضاء الهيئة من الأغنياء التزموا بدفع كل المصاريف عن الكتاب والأرباح تعود إليه 100 في المئة. وفي الحفلة دار حديث بينهما، وقال عمو بابا: «روميو انس موضوع الكتاب لا أريد أن اكتب سيرتي الذاتية». فعاد روميو إلى لندن خائباً. من ميزات عمو بابا، انه كان يثبت جدارته بتطبيق مقولة «ان الشوط الأول للاعبين والثاني للمدربين»، فإذا كان فريقه خاسراً صفر-1 أو صفر-2 في الشوط الأول فإنه يفوز بالمباراة، إذ كانت لديه قراءة ذكية جداً لسير المباراة، ومع الأسف انه لم يسمح له بترك العراق في وقتها وكان حتماً سينجح في التدريب الخارجي وفي بلدان فيها كل شيء منظم، حيث كان عدي يتصل به في الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً وهو ثمل ويطلب منه أن يحضر «الجماعة» (لاعبو كرة القدم) إلى القصر أو أي مكان يختاره هو لأنه يريد أن يلعب كرة القدم، ويضطر عمو بابا إلى الاتصال باللاعبين وأخذهم إلى ملاعب عدي لتسليته، حتى أن زوجته ملت من ذلك وتركته وسافرت إلى كندا، والحقيقة خوفاً على نفسها وعلى أولادها، وعمو بابا في هذه الظروف يرفض ترك العراق رفضاً قاطعاً، وهو قال: «لم يكرمني أحد، لا يقولوا لي إنهم دفعوا مبالغ طائلة لمعالجتي، هذا هراء لأنها جاءت بعد خراب البصرة» كما يقول المثل العراقي. الرياضي الوحيد الذي له تمثال أمام ملعب الكشافة (قبل بناء ملعب الشعب) هو الكابتن جميل عباس. عاش يعشق العراق ومات يعشق العراق، وظل وفياً لبلده وأهله وشعبه، ولذلك يتذكره اليوم الجميع بأطيب الذكريات.