اتهمت القاهرة قياديَين في جماعة «الإخوان المسلمين» يقيمان في تركيا بالوقوف خلف عمليات مسلحة نفذتها حركة «حسم» المسلحة التي ولدت من رحم جماعة «الإخوان»، وأسسها القيادي في الجماعة محمد كمال الذي قتل العام الماضي في مواجهة مع الأمن. وتبنت «حسم» و «لواء الثورة» في العامين الماضيين غالبية الهجمات التي نفذت في محيط العاصمة أو عند أطرافها، مستهدفة ضباطاً وقضاة وشيوخاً. ويعتقد الأمن أن الحركتين تمثلان كياناً واحداً، لكن يعلن اسمين مختلفين للتمويه. وقالت وزارة الداخلية في بيان أن أجهزة الأمن في الوزارة تمكنت من «كشف الهيكل المسلح لعناصر حركة حسم التابع لتنظيم الإخوان وتحديد مسؤوليه والقائمين على عمليات التجنيد والتدريب والتمويل وتخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية التي تستهدف مقومات الدولة ومقدراتها». وأشارت وزارة الداخلية إلى أن جهودها أسفرت عن تحديد المسؤولين عن استهداف الرتل الأمني في حي مدينة نصر في شرق القاهرة، بهجوم مسلح قتل فيه ضابطان وأمين في الشرطة. وأوضحت أن الهجوم مسؤول عنه 9 من عناصر «تنظيم الإخوان الإرهابي»، نفذوه بثلاث سيارات وبحوزتهم أسلحة آلية وطبنجات وكاميرات للتصوير، لافتة إلى أنهم كانوا تلقوا دورات تدريبية في دولة تؤوي عدداً من العناصر الإرهابية، تنفيذاً لتكليف من القياديَين في «الإخوان» الفارين في تركيا علاء السماحي ويحيى موسى. وأضافت أنه تم تحديد هوية 4 من منفذي الهجوم، وتوقيف واحد منهم، هو محمد مصطفى محمد، نجل القيادي في جماعة «الإخوان» الذي تولى في العام 2013، أمين عام حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية للجماعة، في حي مصر الجديدة. وأوضحت وزارة الداخلية أن المتهمين مطلوبون في هجمات أخرى تورطت فيها حركة «حسم». ونشرت الوزارة شريط فيديو لاعترافات نجل القيادي الإخواني مصطفى محمد سالم، قال فيها إنه شارك في اعتصام «رابعة العدوية» لجماعة «الإخوان» في العام 2013، وبعده شارك في حرق محولات الكهرباء وسيارات الشرطة، إلى أن تلقى تكليفاً من القيادي في جماعة «الإخوان» محمد كمال، عبر وسيط، باستهداف ضباط الشرطة، وضمه إلى مجموعة من الشباب كونوا في وقت لاحق حركة «حسم». وروى المتهم تفاصيل تنفيذ هجوم مدينة نصر، وتفاصيل عن هجمات أخرى شارك في تنفيذها، إما بالرصد أو الدعم اللوجيستي. وفي سيناء، قالت مصادر طبية وشهود عيان إن أميناً في الشرطة من قوة مديرية أمن شمال سيناء (37 عاماً) قُتل أمس في منطقة «سوق الخميس» في العريش إثر استهدافه بالرصاص من جانب عناصر مسلحة. وكان الشرطي يقود سيارته الخاصة برفقة أسرته لشراء بعض الاحتياجات والمستلزمات من السوق عندما هاجمته عناصر مسلحة وأطلقت عليه الرصاص مباشرة، فسقط مدرجاً في دمائه ونقل ليودع جثمانه مبرد مستشفى في العريش. ودلت تفاصيل الهجوم على أن المسلحين كانوا يراقبون الشرطي، إذ هاجموه في السوق مباشرة، وبعدما قتلوه انسحبوا سريعاً. في غضون ذلك، قالت مصادر قبلية وسكان محليون في مدينة العريش إن رجل أعمال من قبيلة الفواخرية أطلقه مسلحون كانوا خطفوه منذ أسابيع عدة من أمام منزله في أحد الشوارع المتفرعة من شارع أسيوط، أحد المحاور المرورية المهمة في مدينة العريش. وعاد رجل الأعمال إلى أسرته، فيما لا يزال أكبر مشايخ عائلات العريش محتجزاً منذ خطفه قبل أكثر من شهر ونصف أثناء استقلاله سيارته على الطريق المؤدي إلى منزله في شارع أسيوط في العريش. وقال الناطق باسم الجيش العقيد أركان حرب تامر الرفاعي إن قوات الجيش الثالث الميداني تواصل ملاحقة العناصر التكفيرية والإجرامية في وسط سيناء، وأسفرت أعمال المداهمات عن توقيف 3 تكفيريين، وتدمير دراجة نارية وحرق 4 أوكار تستخدمها العناصر التكفيرية، فضلاً عن اكتشاف 11 مخبأ تحتوي على كمية من مواد الإعاشة والوقود خاصة بالعناصر التكفيرية.