حمل الهجوم المُسلح الذي تعرض له رتل أمني في شرق القاهرة، مساء أول من أمس، بصمات التنظيمات المُسلحة المنبثقة عن جماعة «الإخوان المسلمين»، التي يُطلق عليها الأمن خلايا العمليات النوعية، مثل حركتي «حسم» و «لواء الثورة». وناقش الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في اجتماع رأسه (أمس) في حضور رئيس الوزراء شريف إسماعيل وعدد من الوزراء وقادة أجهزة أمنية، هذا الهجوم. وقالت رئاسة الجمهورية في بيان أن وزير الداخلية مجدي عبدالغفار قدم خلال الاجتماع تقريراً عن ملابسات الهجوم الإرهابي، وطلب الرئيس من الأجهزة الأمنية ضبط الجناة في أسرع وقت ممكن ومواصلة التحلي بأعلى درجات اليقظة والاستعداد. وكان مسلحون يستقلون سيارتين هاجموا رتلاً أمنياً متحركاً ليل أول من أمس على طريق عند أطراف العاصمة من ناحية مدينة نصر شرق القاهرة، يؤدي إلى التجمعات السكنية المقامة على أطراف القاهرة. وأسفر الهجوم عن مقتل ضابطين وأمين في الشرطة شُيّعوا أمس في جنازة عسكرية تقدمها وزير الداخلية. وجُرح في الهجوم 5 شرطيين نقلوا إلى مستشفيات الشرطة لتلقي العلاج. ومثّل الهجوم استمراراً لنهج المجموعات المسلحة المرتبطة بجماعة «الإخوان» في استهداف قوات الأمن أو شخصيات محسوبة على النظام، سواء قضاة أو مسؤولين عسكريين أو شيوخاً، في التجمعات السكنية عند أطراف العاصمة، مثل ما حدث في اغتيال القائد في الجيش العميد عادل رجائي أو محاولتي اغتيال المفتي السابق علي جمعة والقاضي زكريا عبدالعزيز، وكذا قتل عدد من ضباط الشرطة في مكامن أمنية عند الأطراف، وكلها هجمات تبناها تنظيما «لواء الثورة» و «حسم»، المنبثقان عن الخلايا النوعية التي شكّلها القيادي في جماعة «الإخوان» محمد كمال الذي قُتل في مواجهة مع الأمن منتصف العام الماضي، وبعد ذلك أعلن الفصيل المؤيد تشكيل هياكل موازية للجماعة، اعتبر أنها الممثل الشرعي لها. ورسّخ هجوم مدينة نصر تغيير تلك المجموعات المسلحة خريطة وجودها، فبعد أن كانت تعتمد التّخفي وسط التجمعات السكنية المكتظة في قلب العاصمة، بدا أنها تحولت إلى استيطان التجمعات الفاخرة عند الأطراف، وشن هجمات انطلاقاً منها. ويسود أجهزة الأمن اعتقاد بأن تلك المجموعات عدلت نهجها بعد أن نجحت أجهزة الأمن في توجيه ضربات قاصمة للمجموعات المسلحة في الأحياء العشوائية المكتظة بالسكان، اعتماداً على نسج شبكة من التواصل بين أجهزة الأمن وحراس العقارات وشيوخ الحارات في تلك الأحياء، بحيث يتم الإبلاغ عن أي شكوك تعتري السكان الجدد. وبدا أن التنظيمات المسلحة وجدت ضالتها في التجمعات السكنية الجديدة، حيث الروابط الاجتماعية بين سكانها عند حدها الأدنى، وغالباً لا يعرف أي ساكن عن جاره أي معلومات، ومن ثم لا تثور أي شكوك نحوه، فضلاً عن سهولة الفرار في تلك المناطق في أعقاب الهجمات، بسبب السيولة المرورية فيها. واختار الإرهابيون في هجوم مدينة نصر طريقاً مركزياً عند أطراف القاهرة، هو طريق سريع يكاد يخلو من السيارات في الساعات المتأخرة من الليل، ويسوده الظلام، وهو يؤدي إلى تجمعات سكنية عدة. وتفقد فريق من محققي النيابة موقع الهجوم وتولت فرق أمنية عدة عمليات البحث والتحري عن الجناة ورسم مسارات لمكان فرارهم، وانتشرت الشرطة السرية في الأماكن المحتمل وجودهم فيها. ودان مفتي مصر الدكتور شوقي علام الهجوم الإرهابي، وأكد في بيان صحافي، الثلثاء، أن جماعات التطرف والإرهاب تسعى إلى زعزعة الأمن بعد الهزيمة الكبيرة التي تعرضت لها. ودان وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة الهجوم الإرهابي الغاشم. وأكد في بيان أنه آن وقت المواجهة الشاملة للإرهاب والضرب بيد من حديد على أيدي الإرهاب الغاشم. وفي سيناء، قالت مصادر طبية ورسمية وشهود عيان أن مسلحين مجهولين استهدفوا جندياً في محيط أحد الحواجز الأمنية وسط مدينة العريش قرب مجلس المدينة برصاصة في الرأس فسقط قتيلاً. وانفجرت عبوة ناسفة زرعها مسلحون مجهولون غرب العريش مستهدفة إحدى سيارات شركة مياه الشرب عند سيرها على الطريق المؤدي إلى منطقة سباق الهجن في غرب المدينة، ما أسفر عن جرح 3 عمال بشظايا متفرقة في الجسد.