تابعت قوات الجيش الوطني الليبي التي يقودها المشير خليفة حفتر حملتها ضد ميليشيات المتشددين في جنوب البلاد، بعد أيام على الهجوم الدامي الذي شنته ميليشيات حليفة لحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فائز السراج على قاعدة «براك الشاطئ» التابعة للجيش، فتمكن الجيش أمس، من «استعادة السيطرة على معسكر للجماعات الإرهابية المتحالفة مع مجلس شورى ثوار بنغازي، في مدينة سبها» (جنوب). وأوضح الناطق باسم الجيش الوطني العقيد أحمد المسماري، أن «وحدات القوات المسلحة سيطرت على معسكر البوسيفي في حي المهدية بالمدينة»، مبيناً أن قواتهم غنمت 7 سيارات مسلحة واعتقلت إرهابيين وأصابت قيادي بارز». وأضاف المسماري عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر أن «مقاتلات سلاح الجو شنت غارات على مواقع الإرهابيين في الجفرة وكبدتهم خسائر كبيرة في العتاد والأفراد». كما أكد المكتب الإعلامي أن «الجيش لن يوقف قصف مواقع الجماعات الإرهابية». أفريكوم على صعيد آخر، ذكرت أنباء أن قائد القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) الجنرال توماس والدهاوزر، زار العاصمة طرابلس أمس، ليلتقي أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، بهدف بحث قضايا عدة متعلقة بالأزمة الليبية. وكان السراج التقى والدهاوسر مرتين أثناء زيارة أجراها إلى مقر قيادة «أفريكوم» في مدينة شتوتغارت الألمانية، أسفرت عن مشاركة الولاياتالمتحدة في دعم «عملية البنيان المرصوص» ضد تنظيم «داعش» في مدينة سرت، عبر تنفيذ ضربات جوية. إلى ذلك، التقى رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا مارتن كوبلر في بروكسيل أمس، الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، وناقش معه الأزمة الليبية. وكتب مبعوث الأممالمتحدة على حسابه الخاص في «تويتر»، معلقاً على اللقاء: «إن اللقاء بالوزير الجزائري تمحور حول سبل المضي قدماً في العملية السياسية في ليبيا». واستضاف الاتحاد الأوروبي في بروكسيل أمس، الاجتماع الثاني للجنة الرباعية الدولية في شأن ليبيا، الذي خُصِّص لتعميق التنسيق والتأكيد على دعم المشاركين لوساطة الأممالمتحدة في الملف الليبي، وذلك وفق بيان صدر عن إدارة العلاقات الخارجية في الاتحاد. وتتألف اللجنة الرباعية الدولية في شأن ليبيا من كل من، الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي. من جهته، قال مساهل بعد اجتماع اللجنة الرباعية الأول أول من أمس، في بروكسيل، إن هناك تقارباً في وجهات النظر بين الجزائر والاتحاد الأوروبي حول المسار السياسي بليبيا. وأوضح مساهل في تصريح صحافي عقب لقائه ممثلة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن الأخيرة أشادت باجتماع بلدان جوار ليبيا الذي عُقد في الجزائر أخيراً وبالنتائج التي توّجت أعماله والتي نجم عنها التوافق حول العناصر الأساسية للبيان الختامي. وأكد مساهل أن العناصر الأساسية للبيان الختامي لاجتماع بلدان جوار ليبيا الذي عُقد في الجزائر في 8 أيار (مايو) الماضي «تتوافق مع رؤية الاتحاد الأوروبي»، موضحاً أن الأمر يتعلق بوحدة ليبيا والحوار وعدم اللجوء إلى العنف. يُذكر أن بلدان جوار ليبيا أكدت عقب اجتماعها الوزاري ال11 المنعقد في الجزائر أنه لا يمكن الوصول إلى حل ناجع ودائم للأزمة التي تشهدها البلاد إلا من خلال حل سياسي». سيالة - أوغلو في سياق منفصل، اتفق وزير خارجية حكومة الوفاق الوطني محمد سيالة مع نظيره التركي أحمد جاويش أوغلو على إعادة تسيير رحلات شركة الخطوط الجوية التركية ومن وإلى المطارات الليبية بعد شهر رمضان. وأفاد مصدر في المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية بأن سيالة بحث مع نظيره التركي، في العاصمة السعودية الرياض على هامش أعمال القمة العربية- الإسلامية- الأميركية أول من أمس، خطوات التعاون الليبي- التركي المشترك، خصوصاً في مجال توليد الطاقة الكهربائية وتحسين خدمات الكهرباء في المدن الليبية. وكانت تركيا أعادت في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي، فتح سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس بعد إغلاق دام أكثر من سنتين بسبب سوء الأحوال الأمنية. وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أعلن تشكيل لجنة مشتركة بهدف تسريع استثمارات البنية التحتية في ليبيا، وإنجاز مشاريع جديدة، وحل المشاكل المتعلقة بأعمال الشركات التركية في ليبيا، إضافة إلى الاتفاق على تسهيل إجراءات منح التأشيرة التركية لليبيين، خلال لقائه السراج، في 9 شباط (فبراير) الماضي.