تجددت الاشتباكات في بنغازي أمس، بين الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر وميليشيات متشددة لا تزال تسيطر على جيوب ضيقة في المدينة الواقعة شرق ليبيا. وسيطر الجيش على مسجد المدينةالمنورة مقابل التموينية في محور الصابري في بنغازي بعد تفكيك كمية كبيرة من الألغام. وذكرت وسائل إعلام ليبية مقرّبة من حفتر أن «بعض عناصر التنظيمات الإرهابية أقدم على إحراق بعض البيوت في شارع قصر حمد قرب شارع عمرو بن العاص في بنغازي». وأضافت المصادر ذاتها أن «القوات الخاصة والقوات البحرية سيطرت بمساندة كتيبة الدبابات على ميناء بنغازي الرئيسي وتقدمت إلى محكمة الشمال، وبدأت التوغل في شارع الشريف في محور البلاد». وعزز الجيش تواجده في محور وسط البلاد لحسم معركة سوق الحوت والصابري، بينما أظهر مقطع فيديو نشره مكتب إعلام القيادة العامة للجيش، مدرعات ودبابات تابعة لوحدات من القوات البحرية والقوة المقاتلة، قيل إنها ستشارك في المعارك ضد المجموعات الإرهابية في آخر معاقلهم في بنغازي. في غضون ذلك، حذر مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر أمس، من الفراغ في ليبيا الذي قد يفتح المجال أمام المخربين، داعياً إلى دعم تنفيذ الاتفاق السياسي المنبثق من مفاوضات الصخيرات. وقال كوبلر، في كلمة أمام ممثلي دول الجوار الليبي في العاصمة الجزائرية، إن «دعم دول الجوار مهم جداً من أجل الحل في ليبيا»، مشيراً إلى ضرورة «بقاء الاتفاق السياسي كإطار للحل». كما شدد على ضرورة وقف العنف بين أطراف الأزمة، محذراً من المواجهات المسلحة بين الفرقاء، إذ تخدم الجماعات الإرهابية، وطالب بآلية أمنية موحدة لمواجهتها، ومن بينها مبادرات دعم الأمن على الحدود. وانطلقت أمس، أعمال الاجتماع الوزاري 11 لدول جوار ليبيا في العاصمة الجزائرية، بحضور وزير الخارجية والتعاون الدولي في حكومة الوفاق الليبية محمد سيالة، ووزراء خارجية دول الجوار لبحث إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية من خلال الحوار الشامل والمصالحة. وجدد «مشروع البيان الختامي» لاجتماع دول جوار ليبيا، تأكيده احترام الاتفاق السياسي ورفض التدخل الخارجي والخيار العسكري. في المقابل، أكد مشروع البيان مساندة دول الجوار حكومة الوفاق، وأكدت دعوتها لتشكيل حكومة تمثل القوى كافة، مع دعوة مجلس النواب إلى الانعقاد في الآجال المحددة لمنح الثقة لحكومة الوفاق. في سياق آخر، استبعد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، الجزائري عبد القادر مساهل أن تكون مساعي بلاده من أجل ليبيا «تدخّلاً في السيادة الليبية، وإنما هي بمثابة مد ليد العون إلى أشقائنا في هذا البلاد لبناء مستقبلهم بأيديهم»، وذلك في تصريح له قبل افتتاح الاجتماع الوزاري رقم 11 أمس، في العاصمة الجزائرية. وقال مساهل إن الدورة الوزارية المقبلة ال12 لبلدان جوار ليبيا ستُعقد في العاصمة الليبية طرابلس ك «رسالة تضامن مع الشعب الليبي». وزاد أن الدورة ال11 الحالية «ستسمح لنا بتبليغ رسالتين مهمتين إلى الشعب الليبي: أولها أننا وكل دول الجوار إلى جانبه من أجل مساعدته للخروج من الأزمة»، أما الرسالة الثانية فهي «أننا سنعقد الدورة المقبلة ال12 من هذا الاجتماع في طرابلس، مؤكداً أن «عقد هذا الاجتماع في العاصمة الليبية طرابلس يحمل بدوره رسالة تضامن قوية لأشقائنا الليبيين». في سياق متصل، ذكر وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة أن جولات الوزير مساهل إلى ليبيا «تم الاتفاق حولها وتنسيقها على أكمل وجه»، رداً على جهات ليبية اعتبرتها «تدخلاً في سيادة البلد»، داعياً إلى «عدم الالتفات إلى بعض التصريحات غير المسؤولة بهذا الشأن»، بخاصة أن عملية التنسيق حول الزيارات إلى البلاد، عمل تنفيذي من صلاحيات الحكومة.