أعلن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس، وقف إطلاق نار من جانب واحد وتعهد بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين رغم الشكوك التي تحيط بصمود هذه الهدنة في ظل غياب أي مؤشر على إبرام اتفاق سياسي مع المتمردين الذين يتزعمهم نائب الرئيس السابق رياك مشار الذي يعيش تحت الإقامة الجبرية في جنوب أفريقيا. وقال سلفاكير في خطاب في العاصمة جوبا: «وجهت تعليماتي للمدعي العام للمراجعة الفورية لقضايا من ارتكبوا جريمة ضد الدولة، الذين يُعرفون بالمعتقلين السياسيين، وضمان اتخاذ خطوات تقود للإفراج عنهم». وأضاف: «أنا أعلن أيضاً وقف إطلاق النار من جانب واحد يسري مفعوله بدءاً من اليوم». وعبر المحللون في جنوب السودان عن شكوكهم حيال إمكانية أن يؤدي إعلان سلفاكير إلى سلام طويل الأمد. وقال ألان بوزيل وهو خبير في شؤون جنوب السودان إنه سبق أن أعلن سلفاكير مرات عدة وقفاً لإطلاق النار ولم يفرج حتى الآن عن أي معتقل سياسي. وأضاف بوزويل أن سلفاكير لم يقدم في خطابه أي مؤشر على نيته التفاوض مع الجماعات المتمردة المتباينة والتي يقود مشار الحركة الأكبر بينها. وانزلق جنوب السودان إلى الحرب الأهلية في عام 2013 بعد أن فصل سلفاكير نائبه مشار من منصبه. وتسبب الصراع، الذي أججه التنافس العرقي، في أسوأ أزمة مهاجرين في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا في العام 1994 وأسفر عن انتشار المجاعة في جزء من البلاد.