تعاهد المتحدثون الأجانب في منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب على تغيير مسمى «داعش» إلى «فاحش» أثناء حديثهم عن هذا التنظيم في جميع مشاركتهم بالمنتدى، وذلك اتباعاً لنهج رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، الذي أطلق عليه مسمى «فاحش»، لكون كلمة «داعش» اختصار لمسمى الدولة الإسلامية، إذ أكد إنها لا تستحق أن تكون بهذا المسمى، لأنها تمارس الفحش بعينه. وقال الفيصل: «إن التنمية في الوطن هو جهاد في سبيل الله، والعلم والتعلم جهاد، وإنشاء المدن والطرق هو جهاد، وهو المعنى الحقيقي للجهاد، ونحن نفتخر في المملكة بأن جهادنا في سبيل الله هو يبدأ بجهاد النفس وجهاد النفس، هو بتطويعها بعبادة الله سبحانه قبل كل شيء». وأكد خلال افتتاحه أمس فعاليات منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، الذي ينظم برعاية التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض، بعنوان: «طبيعة التطرف ومستقبل الإرهاب»، أن السعودية تكافح الإرهاب منذ نشأتها، وأنها واجهت العديد من أشكال الإرهاب منذ الخمسينات، إذ جابهت إرهاباً يرتدي اللباس الوطني، مثل المنظمات الإرهابية التي تدعي صبغة الوطنية وصبغة الاشتراكية والشيوعية، وتحول لاحقاً إلى إرهاب برداء ديني أوجد منظمات مثل «القاعدة» والجماعات التكفيرية الأخرى والتي تسببت جميعها في إراقة الدماء وهتك الأعراض. وبيّن أن الجماعات الإرهابية شوهت معنى الجهاد والسلف، مؤكداً أن المملكة تعتز بالسلف والمسلمين عامة، لافتاً إلى أن أسلافنا من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن خلفائه الراشدين ومن أئمة الإسلام ومن أهدى الإسلام بالفكر والمعرفة أو من طبع التسامح. وتابع: «كما نعتز بالإمام الشافعي والمالكي وابن حنبل ونفتخر بانتمائنا لهم، إذ ننتمي وليس من يرتد من مثل ما يعمله «فاحش»». وزاد: «لدى المملكة خبرات ومعارف متراكمة في محاربة الإرهاب مكنتها من تجنبه في الداخل» مؤكداً أن ثقته كبيرة بالتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وقدرته على إنجاز هذه المهمة الصعبة. وأضاف: «ظهرت الجماعات العنيفة في كل الأديان، في المسيحية مثل المنظمات الصليبية سابقاً، وفي اليهودية مثل المنظمات الإرهابية وما تمارسه ضد فلسطين وتسببت في قتل الأبرياء، والإسلام بريء من العنف والتطرف». فيما طالب وزير الدفاع الأميركي السابق أشتون كارتر بأن تكون الدول قوية ويقظة ضد إيران وتجب مناقشتها، باعتبارها مشكلة خطرة على دول الجوار ودول العالم، مشيراً إلى أن الاتفاق النووي لإيران ليس المشكلة الوحيدة لها، بل إنها تقوم بمشكلات أخرى. وقال: «السعودية تقوم بدور محوري ومهم في قيادة التحالف ومحاربة الإرهاب والتطرف». مضيفاً: «تكمن أهمية التحالف في قدراته على الرد على ادعاءات المتشددين الذين يستخدمون الدين لتغذية أفكارهم المتطرفة ونشرها، وهذا لا يمكن أن تقوم به إلا دولة إسلامية، والرد عليهم يجب أن يكون من مسلمين». كما شدد كارتر على ضرورة إعادة البناء السياسي والاقتصادي وبناء الثقة في الدول التي عانت من الإرهاب كي لا تكون بيئات خصبة دائمة للجماعات المتطرفة. كما طالب وزير الخارجية الإيطالي السابق فرانكو فراتيني بالاستيقاظ لإيران ومطالبتها بالالتزام بمحاربة الإرهاب والتخلي عن موقفها الغامض له، مؤكداً أنه لا يوجد أي صلة بين الإرهاب والتطرف والدين وأن الحروب التي تخوضها الجماعات الإرهابية هي من أجل السلطة والمال وفتح طرق التهريب حتى لو كانت تخاض باسم الدين. خبراء: تنظيم «فاحش» زائل ويتبدد فيما أكد خبراء ومختصون مشاركون في الجلسات النقاشية أن تنظيم «فاحش» الإرهابي «زائل ويتبدد»، وهو ما أكده الدكتور عبدالله بن خالد آل سعود بقوله: «إن نفوذ تنظيم داعش في سورية والعراق تقلص، وأنه يقوم بعمليات خارجية لإثبات قدراته وتحقيق انتصارات وهمية لتخفيف الضغط عليه داخلياً»، معتبراً مواجهة المملكة للإرهاب والتطرف أمنياً وفكرياً تعد أنموذجاً يجب أن يتم الاحتذاء به في هذا المجال. وشدد على أن بعض الدول متورطة في دعم الإرهاب بالشرق الأوسط، مبيناً أن «داعش» يتلاشى، وأن دحر التطرف ليس النهاية، بل إنه من الضروري مجابهته فكرياً. وأضاف: «داعش يحاول استغلال حالات السخط الشعبي في بعض دول الشرق الأوسط، في ظل عدم الاستقرار والفوضى ببعض الدول. وهناك بعض العائدون إلى المملكة من الإرهابيين أعتقد أنهم سيعودون مواطنين صالحين». في حين أشار القائد السابق لفريق الأممالمتحدة لمتابعة ورصد تنظيم طالبان والقاعدة ريتشاد باريت إلى أن 75 في المئة من الإرهابيين لديهم سجلات إجرامية سابقة، وأن التطرف والإرهاب يحتاج إلى مواجهة فكرية ودينية وليس عسكرية فقط، مطالباً بالمزيد من التعاون الأمني الثنائي بين الدول وليس مجرد التعاون السياسي، فضلاً على التكاتف ضمن تحالفات أشمل وأقوى في إطار استراتيجية عامة وموحدة. وأكد أن هناك الآلاف من المقاتلين الأجانب انضموا ل«داعش» وعادوا لبلدانهم وأصبحوا يشكلون تهديداً حالياً أو مستقبلياً للغرب في أوروبا وأميركا، مشيراً إلى أن بعض الدول نجحت في اختراق الجماعات الإرهابية، ودعا إلى ضرورة مشاركة المعلومات المخابراتية بين الدول لمواجهة الإرهاب.