تسارعت وتيرة تقدم القوات العراقية في عمق معقل «داعش» في الموصل، بعدما أحكمت حصار البؤر الصعبة من الجهة الشمالية للشطر الغربي، فيما اقتربت قوات «الحشد الشعبي» من قطع آخر إمدادات التنظيم في محور القيروان الإستراتيجي غرب نينوى. ودخلت قوات «مكافحة الإرهاب» إلى حيي العريبي والرفاعي من الجهة الغربية، بالتزامن مع تقدم مماثل لقوات الرد السريع والفرقة المدرعة التاسعة داخل حي الاقتصاديين ومن الطرفين الجنوبي والشمالي لحي 17 تموز. ويشكل الحي الأخير واحداً من أهم معاقل «داعش» وأصعبها بوصفه مركزاً للقيادة والسيطرة، وكان منطلقاً للإرهاب إبان الحرب الأهلية بين عامي 2006 و2007، منه انطلق التنظيم للسيطرة على الموصل في حزيران عام 20014. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان إن قواته «تقدمت من أربعة محاور مستهدفة دفاعات الإرهابيين في مناطق 17 تموز والاقتصاديين بالهاونات الخفيفة والرشاشات المتوسطة، واعتمد العدو على القناصة لعرقلة تقدمنا، لكننا استخدمنا الطائرات المسيرة التي حققت إصابات مباشرة»، في وقت اعتبر الناطق باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن «ما تبقى من الأحياء غير المحررة ساقط عسكرياً بعد أن أصبحت تحت مرمى النيران». وتظهر خريطة نشرها «الإعلام الحربي» انحسار المساحة خارج سيطرة الجيش الذي شكل طوقاً محكماً حول المدينة القديمة التي أبدى فيها «داعش» دفاعاً مستميتاً، خصوصاً في محيط جامع النوري الكبير الذي أعلن من على منبره زعيمه أبو بكر «دولة الخلافة»، ويتوقع أن تكون فيه آخر معركة قبل إعلان استعادة الموصل بالكامل. إلى ذلك، وشدد رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال اجتماعه بقادة المعركة مساء أول من أمس على «ضرورة إدامة زخم الانتصارات والإسراع في حسم المعركة» على ما أفاد بيان لمكتبه، وأكد قادة ميدانيون أن صفوف التنظيم «تعاني الانهيار» . وإلى الغرب من محافظة نينوى، أكدت قوات «الحشد الشعبي» في بيان أنها «نفذت عملية التفاف نوعية تمكنت خلالها من السيطرة على الشارع الرئيسي جنوب ناحية القيروان، ونجحت في قطع كل خطوط إمداد داعش، وبقي لديه خط إمداد وحيد بين القحطانية والقيروان من الجهة الغربية، فضلاً عن تحرير قرية خيلو شمال الناحية». وأوضحت أن «دفاعات داعش الأمامية انسحبت إلى داخل القيروان، فيما عززت قواتنا تحصيناتها في محيطها وسط انهيار كبير في صفوف العدو»، مشيرة إلى أن «طيران الجيش دمر مفرزتين للعدو شرق الناحية».