أعلن التحالف الدولي أن القوات العراقية اقتربت من «تحقيق النصر» على «داعش» الذي بات محاصراً في نطاق 12 كيلومتراً مربعاً في الموصل، فيما أكدت قوات «الحشد الشعبي» السيطرة على مزيد من القرى غرب المدينة «لتأمين الحدود مع سورية». وما زال التنظيم يبدي مقاومة شديدة في «البؤر الصعبة»، وهي أحياء 17 تموز والاقتصاديين وحاوي الكنسية شمالاً، وحيي الاقتصاديين والرفاعي غرباً، ويسعى الجيش للوصول إلى أحياء النجار وباب سنجار والشفاء والزنجيلي لإكمال الطوق على المدينة القديمة. وقال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الناطق باسم التحالف الدولي جون دوريان، إن «المساحة الواقعة تحت سيطرة داعش غرب الموصل لا تتجاوز 12 كيلومتراً مربعاً فقط، بعد أن سيطرت قواتنا على 89.5 في المئة منها، وفقد داعش القيادة والسيطرة»، وزاد أن «القوات الأمنية تستخدم أسلحة ليزيرية لدقة إصابتها وتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين». وأشار إلى «قتل 16 ألفاً و467 إرهابياً حتى هذه اللحظة (أمس)، فضلاً عن تدمير نحو 670 عربة مفخخة وتفكيك 217 حزاماً ناسفاً وأكثر من 666 عبوة ناسفة وتدمير 11 مركز قيادة، و47 طائرة مسيرة، و76 معملاً للتفخيخ». وذلك بعد ساعات على استعادة السيطرة على حي العريبي، والتقدم صوب حي الرفاعي. إلى ذلك، قال دوريان إن «مقاتلي داعش محاصرون وهم على وشك الهزيمة التامة، بعد أن ضحت القوات العراقية بكل شيء من أجل هزيمة العدو واقتربت من إعلان النصر، والتحالف سيستمر في دعمها لطرد التنظيم من المناطق الأخرى، ومن جانبنا سنواصل تحطيمه في سورية»، لافتاً إلى أن «قواتنا دمرت أكثر من 100 موقع للعدو و200 نفق، و300 عربة مفخخة». وزاد أن «عدد قوات التحالف خمسة آلاف و260 عسكرياً، مهمتهم المشورة والتدريب». ميدانياً أفاد القائد في جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي أنه «بعد تحرير حي الإصلاح الزراعي تمكنت قطعاتنا من تحرير حي العريبي، ما أدى إلى قطع الاتصال بين عناصر العدو مع حي 17 تموز، وأجبروا على التوجه نحو المدينة القديمة التي ستكون آخر معاقلهم وحسمها بات وشيكاً». وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت أن قواته «تسيطر على 80 في المئة من حيي الاقتصاديين و17 تموز، إضافة إلى 8 أهداف حيوية استعادتها، وشرعت في قصف دفاعات داعش ومقراته في شمال المدينة القديمة». من جهة أخرى، دعت قيادة العمليات السكان المحاصرين إلى «التوقف عن استخدام السيارات والدراجات النارية بكل أنواعها على الفور نظراً إلى أن العدو يستخدمها في هجماته على قواتنا تحت ذريعة نقل العائلات، وقواتنا الجوية وطيران الجيش ستقصف أي سيارة تتحرك في شوارع هذه الأحياء اعتباراً من مساء 15 الشهر الجاري وحتى اكتمال التحرير». وأضاف: «سنؤمن من جانبنا العربات اللازمة للنقل والإجلاء حال حصول التماس مع أي عائلة». وأعلنت قوات «الحشد الشعبي» سيطرتها على «قرى ثري الكراح وتل الزنانير وتل الضلع وفيها مضافة ونقطة اتصالات للعدو، في اليوم الخامس لعملية تحرير ناحية القيروان، غرب الموصل»، وأكدت «تحرير قرية تل باشوك، شمال الناحية، في عملية نوعية مباغتة وتم دخول المنطقة من دون آليات والاشتباك مع عناصر داعش»، مشيرة إلى أن «توسيع رقعة اندفاعها بين البعاج والقيروان». وتعد القيروان إحدى أهم مراكز قيادة «داعش» وتشكل خط إمداد مهم من قضاء تلعفر شرقاً وصولاً إلى الحدود السورية غرباً. وأكد الناطق باسم «الحشد» أحمد الأسدي خلال مؤتمر صحافي أمس «السيطرة على 36 قرية مساحتها 1800 كيلومتر مربع وتم تحقيق أهداف مهمة في غضون أربعة أيام لعملية القيروان واستخدمت أسلحة متطورة وخطط جديدة والالتفاف ليلاً من ثلاث محاور خلف العدو». وأوضح أن «المهمة الأساسية هي إغلاق الحدود مع سورية وتأمينها». وأجرى مستشار الأمن الوطني رئيس هيئة «الحشد» فالح الفياض أمس محادثات مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أكد خلالها عدم نية قواته «البقاء في سنجار بعد تحرير ما تبقى من المناطق، وكذلك أهمية التعاون والتنسيق مع قوات البيشمركة».