صوّت ملايين الإيرانيين أمس، في أول انتخابات رئاسية منذ إبرام الاتفاق النووي مع الدول الست، والتي يواجه خلالها الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني منافسة شرسة من المرشح الأصولي إبراهيم رئيسي الذي يعارض انفتاحه على الغرب. وعلى 52 مليون ناخب الاختيار بين 4 مرشحين، هم روحاني ورئيسي، سادن العتبة الرضوية في مشهد، والأصولي مصطفى ميرسليم والإصلاحي مصطفى هاشمي طبا. وانسحب من السباق رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف لمصلحة رئيسي، والنائب الأول لرئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري لمصلحة روحاني. وتُنظم دورة ثانية الجمعة المقبل، إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات. وأعلن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي أن الاقتراع لم يواجه أي مشكلات، مؤكداً أن «الأجهزة التنفيذية والرقابية تحافظ على أصوات الشعب في كل المراحل»، ومطمئناً إياه إلى أن «التلاعب بالأصوات ليس ممكناً إطلاقاً». وصوّت الناخبون في نحو 64 ألف مركز اقتراع في إيران، إضافة إلى أكثر من 300 مركز في الخارج، بينها 55 في الولاياتالمتحدة. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن طوابير المقترعين في طهران أمس كانت أطول بكثير من طوابير انتخابات 2013، علماً أن العاصمة تُعدّ معقلاً لروحاني. وقالت زهرة أميني (21 سنة) التي تدرس في جامعة آزاد: «أنا سعيدة بتمكني من التصويت لروحاني الذي أبعد شبح الحرب عن بلادنا». وقال الموظف الحكومي يوسف غائمي (43 سنة) انه اقترع لروحاني، وزاد: «أحبّ سياسته الانفتاحية تجاه العالم. أعرف أنه ليس إصلاحياً، لكن مَن يهتم؟ ما يهم هو أنه ليس رئيسي». لكن صديقي داودآبادي (59 سنة)، وهي ربّة منزل في مدينة قم، صوّتت لرئيسي، متهمةً روحاني ب «تحويل سياستنا الخارجية إلى فوضى، وتدمير ديننا». واعتبرت أن الرئيس المنتهية ولايته «منح الولاياتالمتحدة كل شيء» في الاتفاق النووي. وقال مهران فردوست (36 سنة)، وهو صاحب متجر قرب مقام الإمام الرضا في مشهد: «أدليت بصوتي لرئيسي لأنه من أتباع خامنئي، ولن يخوض مواجهة معه إذا انتُخب. سيحمي هويتنا الإسلامية». وفي خطوة رمزية، كان المرشد علي خامنئي أول شخص يدلي بصوته، داعياً الإيرانيين إلى الاقتراع باكراً لأن «خير البرّ عاجله»، وزاد: «انتخابات الرئاسة مهمة جداً، ومصير البلاد في يد الشعب الذي ينتخب رئيس السلطة التنفيذية، وعليه أن ينتبه إلى أهمية ذلك». ورأى روحاني أن «الجميع يشعر بأن الاقتراع سيحدد مصيره ومصير أبنائه»، وتابع بعد إدلائه بصوته: «لا بدّ من مساعدة أي مرشح يفوز في السباق، لكي يؤدي واجبه على أتمّ وجه. وعلى الفائز أن يعمل لتعزيز الوحدة والوئام والانسجام في البلاد». ولفت إلى أن الانتخابات مهمة ل «دور إيران في المنطقة والعالم»، وتؤثر في «شعوب المنطقة والأمن والاستقرار الإقليميَين ومستقبل أولادنا». وأضاف: «أي صوت هو قطرة تزيد من بحر إيران». أما رئيسي فأكد أنه «يحترم خيار الشعب ونتيجة الانتخابات، مهما كانا». وأضاف بعد إدلائه بصوته: «على الجميع احترام أصوات الشعب، إذ أنها كلمة الفصل في الجمهورية وليست أمراً هامشياً». وتحدث عن «إهمال أصوات الشعوب في العالم»، مستدركاً أن «أصوات الشعب في إيران هي أساس البلد ومعيار حقيقي لكل شاردة وواردة». وشدد على أن «هناك آليات لمنع أي نوع من المخالفات والانتهاكات في التصويت»، وزاد: «يدرك الجميع أن آلية الانتخابات في إيران تمنع أي تزوير وتلاعب في الآراء». ايراني يحرق نفسه احتجاجاً الى ذلك، أعلنت الشرطة التايلاندية أن إيرانياً أحرق نفسه أمس أمام سفارة بلاده في بانكوك، احتجاجاً على انتخابات الرئاسة التي نظمتها إيران. وأشارت إلى أن الرجل الذي لم تكشف اسمه، صبّ بنزيناً على نفسه ثم أشعل النار بها أمام بوابة السفارة. وأضافت أنه أُصيب بحروق في كل جسمه وأُدخل مستشفى. وقال مسؤول في الشرطة إن الرجل كان يحتج على انتخابات الرئاسة التي نظمتها إيران أمس.