تجاوزت احتفالات الاسرائيليين بما يسمونه «عيد استقلالهم» الخامس والستين، أو ذكرى قيام دولتهم، خط الهدنة للعام 1949، وعمت مختلف مناطق الضفة الغربية بما فيها الشطر الشرقي من القدس، لترسم بذلك حدودا سياسية لاسرائيل تمتد من البحر الى النهر وتتجاهل وجود دولة فلسطين الدولة المراقب في الاممالمتحدة. وكما تفعل في كل عام فقد حرص حكام تل ابيب على اقامة مهرجانات واحتفالات حاشدة وصاخبة في مختلف مناطق الضفة الغربية، لا سيما المحاذية للمستوطنات في رسالة سياسية تهدف من خلالها الى الاعلان بان هذه المستوطنات ومجالاتها الحيوية والطرقات الواصلة بينها هي جزء لا يتجزا من دولة اسرائيل التي يحتفل بالذكرى الخامسة والستين لقيامها على انقاض الشعب الفلسطيني وارضه. واستبق المحتلون احتفالاتهم ب»استقلالهم» المزعوم برفع اعلام دولتهم على اعمدة الانارة المنتشرة على طول طرقات الضفة الغربية الواصلة بين المستوطنات، تماما كما يفعلون في اراضي فلسطينالمحتلة عام 1948. وتصل هذه الاحتفالات ذروتها بذكرى اعلان قيام اسرائيل والذي يصادف هذا العام اليوم الثلاثاء (16 نيسان/ابريل) وفق التقويم العبري. وتخلل هذه الاحتفالات هذا العام استعراضات للقوة العسكرية باعتبارها الضمانة الوحيدة لاستمرار وجود دولة اسرائيل - كما جاء على لسان رئيس حكومتهم على جبل «هرتسل» بالقدسالمحتلة أول من أمس، وعلى لسان وزير الحرب موشي يعلون وقائد اركان الجيش بني غانتس. فقد افاد مواطنون من قرى شمال غربي رام الله ان جيش الاحتلال جلب تشكيلة من المعدات العسكرية بما في ذلك دبابات «ميركافا» الى موقع المهرجان المركزي الذي تقيمه سنويا على اراضي قرية النبي صالح قبالة مستعمرة «حلميش» التي لا تتوقف عن التوسع على حساب اراضي المواطنين. وفي هذا الاطار زجت دولة الإحتلال بتعزيزات كبيرة من جيشها وشرطتها ومختلف اذرعها الامنية في مختلف مناطق الضفة الغربية واراضي 1948 لتوفير الحماية للاسرائيليين المحتفلين بذكرى قيام دولتهم. وسادت مدينة القدسالمحتلة حالة من الترقب والتوتر وتحولت الى ثكنة عسكرية على خلفية اعلان جماعات يهودية تنظيم مسيرة عند الخامسة من بعد عصر أمس انطلاقا من امام منزل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في الشطر الغربي باتجاه المسجد الاقصى المبارك للمطالبة بفرض السيطرة الكاملة على الاقصى واتاحة اقامة الشعائر التلمودية فيه. وكان نحو 60 مستوطنا اقتحموا ودنسوا المسجد الاقصى المبارك صباح أمس، على شكل مجموعات وفرادى، وذلك من جهة باب المغاربة، ونظموا جولة في انحاء متفرقة من الاقصى، برفقة عدد من «الحاخامات»، وبحراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي. وقد رابط في المسجد الاقصى منذ ساعات الصباح المئات من المصلين وطلبة مدارس القدس وطلاب مشروع احياء مصطاب العلم، للتصدي لاية محاولة للمس به، حيث تعالت التكبيرات منذ ساعات الصباح، تعبيرا عن الرفض الكامل لممارسات الاحتلال وتدنيسه للمسجد الاقصى، وذلك وفقا لما اوردته مؤسسة الاقصى للوقف والتراث. وفي اراضي فلسطينالمحتلة عام 1948، نظمت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين»، مسيرة العودة السادسة عشرة إلى قرية (خبيزة) المهجرة، وذلك ردا على احتفالات الاسرائيليين باستقلالهم المزعوم ورقصهم على جراح اصحاب الارض الاصليين. وقالت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في بيان لها بعنوان «يوم استقلالهم ، يوم نكبتنا»: خمسة وستون عامًا مرت وما زال الجرح ينزف وإسرائيل ممعنة في مخططاتها الإجراميّة للاستيلاء على أراضينا وتهويدها، وخصخصة أملاك اللاجئين والمهجرين، ومحاولاتها لطمس هويتنا القوميّة وتشويه ذاكرتنا الجمعية». واضافت «قبل خمسة وستين عاما قامت العصابات الصهيونية والدولة العبرية بتهجير حوالي مليون فلسطيني عبر عشرات المجازر، وهدم أكثر من 530 قرية ومدينة، ومصادرة أملاكنا وأراضينا، وهي مستمرة حتى اليوم بمخطط مصادرة الأراضي وتهجير أهلنا في النقب والجليل وكافة أرجاء الوطن».