منذ الآن صار للدورة السبعين من مهرجان «كان» ملكتها، سواء كانت متوجة أو غير متوجة. هي نيكول كيدمان التي يبدو واضحاً هنا أنها تعود الى عيد السينما العالمية من مكان بعيد جداً. ولكن العودة مضاعفة أربع مرات ولم يسبق أن حقق ممثل/نجم ما يشبهها من قبل. فإلى حضورها الفعلي والإهتمام المتجدد الذي تبديه صحافة العالم كله بها باعتبارها واحدة من أبرز النجمات الحاضرات في «كان» حتى من قبل وصولها والتأكد منه، تحضر النجمة الأسترالية الهوليوودية الكبيرة، في أربعة أعمال أساسية، منها عملان في المسابقة الرسمية حيث ستنافس نفسها مع أخريات، على جائزة أفضل ممثلة، ومنها حلقات من مسلسل سينمائي حققته جارتها النيوزيلندية جين كامبيون قبل سنوات، يصار اليوم الى تكريمه في واحدة من دورات «كان» الأكثر احتفالاً بالأعمال غير السينمائية، ومنها أخيراً الفيلم الجديد لجون كاميرون ميتشل الذي كان اشتهر في فيلمه السابق «باصات قصيرة» بكونه أكثر المخرجين الأميركيين جرأة في إباحيته. واضح أن فيلم كاميرون ميتشل مع نيكول كيدمان وعنوانه «كيف تتحدث الى الفتيات في الحفلات» سيكون أكثر رزانة من سابقه، وسيحقق تزاحماً ومراهنات حتى وإن كان معروضاً خارج المسابقة الرسمية. أما فيلما المسابقة اللذان تقوم نيكول ببطولتهما فأولهما الفيلم الذي تعود به صوفيا كوبولا الى مسابقة «كان» ويقدم بعنوان «الطرائد»، وهو فيلم تدور أحداثه أيام حرب الإنفصال الأميركية من حول جندي شمالي يلتجئ الى مهجع للفتيات. في الفيلم تؤدي نيكول دور مركيزة بالغة الأناقة. بينما تؤدي دوراً يوصف منذ الآن بأنه بالغ الصعوبة في فيلم اليوناني يورغوس لانتيموس «مقتل البجعة المقدسة»، الذي يقدّم بكونه فيلماً تراجيدياً مغموراً بالدماء والأحزان. وأخيراً تحضر نيكول كيدمان كما أشرنا في الحلقات العديدة من الموسم الثاني للمسلسل الذي حققته جين كامبيون للتلفزة قبل سنوات بعنوان «أعلى البحيرة». من هنا سيصفق الحضور في هذه الدورة الاستثنائية من «كان»، كثيراً للنجمة المقتربة من عامها الخمسين وهي المولودة العام 1967 في هونولولو، والتي على رغم أدائها البديع ظلت تعتبر ملحقة بزوجها السابق النجم توم كروز حتى وقع الطلاق بينهما، فانفردت بسمعة كممثلة متميّزة وحازت على جوائز ما كان من شأن كروز على رغم نجوميته كلها أن يحلم بمثلها. فرأى كثر أنها حققت نوعاً من الثأر لنفسها. وربما يكتمل هذا الثأر في الدورة الكانية لهذا العام، حتى وإن كان كثر في المهرجان يأخذون عليها ما صرّحت به بعد فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أنه «يجب الآن مساندته طالما أنه فاز» هي التي كانت شاركت في حملات ضده كمرشح. وهي التي تناضل علانية في سبيل حقوق المرأة واختارتها منظمة الطفولة العالمية لتكون سفيرتها. مهما يكن، نعرف دائماً أن عالم النجوم عالم غفور، قد يعاتب لكنه لا يعاقب!