كثيرون هم الذين لقبوها ب« فراشة هوليود» ولكن الغالب الأعم يتفق على وصفها ب«صاحبة أجمل الوجوه النسائية» بتأثير من ملامح وجهها الطفولية النظرة، أو ب«أكثر الفنانات جمالا وأناقة» باختيار عدد كبير من كبريات مجلات الفنون ودور الأزياء التي أدت الكثير من عروضها، لكن بين الصورة الذهبية للفنان وملامح شخصيته الإنسانية بعدا شاسعا أحيانا، إذ طالما أجلت «نيكول كيدمان» وحتى ألغت الكثير من مشاريع مستقبلها لأجل من تحبهم، وهي المعروفة بتواضعها المدهش وعفويتها المحببة، وبكونها ربة منزل من الطراز الرفيع، قد تنفق العديد من الساعات في غرفة الغسيل دون أن تمل. ولدت «نيكول ماري كيدمان» في ال20 من يونيو 1967 في جزر «هاواي» الأمريكية لأبوين أستراليين، ويمتد نسبها إلى أرقى العائلات الأسترالية، حيث تكون حفيدة للبارون الأسترالي «سدني كيدمان». والدها «أنتوني» عالم متخصص في الكيمياء الحيوية وباحث في شؤون مرض سرطان الثدي. وفي العاصمة «سيدني» بدأت «نيكول» أولى خطواتها في الفن بأخذ دروس في رقص «الباليه» حينما كانت في سن الرابعة، وهذا قادها بدوره إلى الدراسة في مسرح سيدني الأسترالي للشباب، ثم في مسرح شارع فيليب، حيث تخصصت في إنتاج الصوت وتاريخ المسرح، لكنها لم تتابع دراستها إذ خرجت منها حينما أصاب أمها مرض سرطان الثدي فركزت «نيكول» على مسؤولياتها العائلية. ظهورها التمثيلي الأول جاء في عام 1985 عندما كان عمرها 17 عاما، حيث ظهرت في أغنية «فتاة البوب» المصورة للمطرب الأسترالي المشهور «بات ويلسون». لتنطلق بذلك إلى عالم التلفاز بعدد من المسلسلات التليفزيونية المحلية. وفي نفس الوقت بدأت بتلمس طريقها سينمائيا بعدد من الأدوار الثانوية والبسيطة في عدد من أفلام الثمانينيات الأسترالية. حتى حمل لها عام 1989 تذكرة ولوج لعوالم هوليود الأمريكية بالفيلم الأسترالي الأمريكي «قتلى الهدوء»، الذي اتبعته بفيلم السباقات «أيام الرعد» مع النجم «توم كروز» وقد أدى اجتماعهما في هذا الفيلم إلى نشوء علاقة بينهما توجت بالزواج عام 1990. ومن هنا كرست نيكول كيدمان نفسها كإحدى ممثلات الصف الأول واستحقت العمل مع عدد من كبار مخرجي هوليود بأفلام هي «بيلي باثجيت» مع المخرج «روبرت بينتون»، وفيلم «الموت من أجل» للمخرج «جوس فانسنت» وفيه حصلت عن ترشيحها الأول لجائزة الغولدن غلوب، وفيلم «بورتريه السيدة» للمخرجة «جين كامبيون»، وختمت حقبة التسعينيات بفيلم «عيون مغلقة باتساع» بمشاركة زوجها توم كروز ليكون آخر إخراجات العملاق «ستانلي كوبريك» وختام زواجها من توم حيث انفصلا عقب الفيلم. كثيرون يقرنون بين طلاق كيدمان من كروز وبين التوهج الذي طرأ لاحقا على مسيرتها السينمائية, فبعد طلاقها قدمت نيكول الأعمال العظيمة التي جعلت من اسمها عنصرا ثابتا في جميع المهرجانات السينمائية, وكانت البداية مع الفيلم الموسيقي «مولان روج» الذي تلقت على إثره أول ترشيح لها للأوسكار وحازت جائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة في فيلم موسيقي, ومما يعد إنجازا كبيرا لها أنها وفي ذات المهرجان ترشحت أيضا عن دورها المتميز في فيلم الغموض «الآخرون»، وفي عام 2002 تبوأت كيدمان مقعدها الرائع في الأكاديمية عندما حصلت على أوسكار أفضل ممثلة دور رئيسي عن فيلم «الساعات» الذي يتحدث عن حياة الكاتبة الروائية «فرجينيا وولف» وبجائزة «الغولدن غلوب» للمرة الثانية. واتبعت ذلك بأفلام مميزة هي «دوغفيل» مع المخرج الدنماركي «لارس فون تراير»، وفيلم «الجبل البارد» مع المخرج المخضرم «أنطوني منجيلا» تدعم نيكول كيدمان الكثير من مؤسسات الأعمال الخيرية، علاوة على أنها سفيرة منظمة الأممالمتحدة في قضايا المرأة للنوايا الحسنة في أستراليا منذ عام 1994. وقد منحتها الأممالمتحدة المرتبة الشرفية «مواطن العالم» عام 2004. وقد قامت كيدمان بالعديد من الحملات الخيرية لمعالجة مرضى سرطان الثدي، الذي تعاني منه والدتها.