ارتفعت أسعار النفط أمس، قبيل إعلان البيانات الرسمية لمخزون الخام الأميركي، الذي قد يعطي المستثمرين مؤشرات الى احتمال أن يكون خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، يحقق تقدماً في تقليص تخمة المعروض العالمي. وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت 33 سنتاً إلى 51.98 دولار للبرميل، وارتفع الخام الأميركي الخفيف 18 سنتاً إلى 48.84 دولار للبرميل. وبدأ الخامان معاملات اليوم على انخفاض بعد بيانات من معهد البترول الأميركي، أظهرت أن مخزون الخام ازداد بواقع 882 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 12 أيار (مايو) الجاري، إلى 523 مليون برميل. وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي، أن مخزون النفط التجاري في الولاياتالمتحدة «زاد في شكل غير متوقع الأسبوع الماضي، في حين تراجع مخزون البنزين وارتفع مخزون المشتقات الوسيطة». وتقلّص مخزون البنزين 1.8 مليون برميل مقارنة بانخفاض 700 ألف برميل توقعه محللون في استطلاع لوكالة «رويترز». وزاد مخزون المشتقات الوسيطة، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 1.8 مليون برميل. ووفقاً لتقرير المعهد، سجلت واردات الولاياتالمتحدة من النفط الخام زيادة الأسبوع الماضي بواقع 918 ألف برميل يومياً، لتصل إلى 8.3 مليون برميل يومياً». إلى ذلك، أعلنت شركة «روسنفت» الروسية توقيع اتفاق مع شركة «إيني» الإيطالية لتوسيع التعاون بينهما، بما قد يشمل التعاون في تزويد مصر إمدادات منتجات نفطية مشتركة، وذلك في إطار زيارة رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني لروسيا، التي التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضحت «روسنفت» أن الاتفاق «ينص على توسيع التعاون في إنتاج النفط والغاز وتكريرهما وتسويقهما وتجارتهما»، ويشمل ذلك حقل ظُهر البحري المصري الذي تسيطر «إيني» على 50 في المئة منه. فيما تصل حصة «روسنفت» إلى 35 في المئة و «بي بي» إلى 15 في المئة. ولفتت إلى الاتفاق أيضاً مع «إيني»، على البحث في التعاون في تكرير النفط في ألمانيا. وفي مجال التصدير، أفادت بيانات «تومسون رويترز» لبحوث النفط وتتبع حركة السفن، بأن العراق «حل مكان السعودية كأكبر مورد للنفط الخام إلى الهند في نيسان (إبريل) الماضي، إذ سعت المصافي إلى تعزيز هوامش التكرير من طريق شراء خام البصرة الثقيل الأرخص ثمناً». ولفتت إلى أن واردات الهند النفطية من العراق «تجاوزت مليون برميل يومياً للمرة الأولى، بزيادة الثلث تقريباً عن آذار (مارس) الماضي، و8 في المئة على أساس سنوي». واستثمرت المصافي الهندية بكثافة في الأعوام الماضية في تحديث وحداتها، لتحويل أنواع النفط المنخفضة الجودة إلى ديزل ووقود بكفاءة أكبر، ما يساهم في زيادة هوامش التشغيل والمرونة عند شراء خامات النفط. وأفادت بيانات بأن السعودية وهي عادة المورد الرئيس للهند «شحنت نحو 750 ألف برميل يومياً إلى الهند الشهر الماضي، بانخفاض 5 في المئة عن الشهر السابق، و8 في المئة على أساس سنوي». ويُعزى تراجع مشتريات الهند من النفط السعودي جزئياً، إلى ارتفاع أسعار الخام السعودي بعد خفوضات الإنتاج التي طبقتها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) منذ كانون الثاني (يناير) الماضي. والعراق ثاني أكبر منتج للنفط في «أوبك» بعد السعودية، لكن يقاوم حتى الآن تطبيق خفض كبير في الإنتاج، لاعتماده على إيرادات النفط لتمويل الاقتصاد. وساهم تأخير شحن النفط الفنزويلي بسبب مشاكل في ميناء رئيس، في تعزيز الطلب الهندي على النفط العراقي، كذلك اشترت الهند كميات اكبر من خام الأورال الروسي. وأظهرت البيانات أن إيران «أضحت ثالث أكبر مورد للنفط إلى الهند الشهر الماضي، وحلت مكان فنزويلا التي تراجعت للمركز الخامس بعد نيجيريا.» من جهة أخرى، ذكرت «أرابيان صن» وهي المجلة الرسمية ل «أرامكو السعودية» أن الشركة النفطية الحكومية العملاقة تخطط لإنشاء وحدة جديدة للكيماويات. وأفادت المجلة الأسبوعية بأن مجلس الإدارة «وافق على إنشاء وحدة جديدة تتولى الأنشطة الكيماوية للشركة». واجتمع مجلس إدارة «أرامكو» الأسبوع الماضي في شنغهاي لمناقشة خطط الشركة وتعيين رئيس جديد لأنشطة المصب ونواب للرئيس في مواقع رئيسية أخرى. وعينت «أرامكو» عبدالعزيز الجديمي في منصب النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق وذلك بعد اجتماع مجلس الإدارة. وتغطي عمليات المصب التكرير والكيماويات وهي قطاع أساسي في خطط الشركة لتنويع أنشطتها، بينما تستعد لطرح عام أولي العام المقبل بما يصل إلى خمسة في المئة من قيمة الشركة، اذ من المتوقع إدراجها في بورصة الرياض وبورصات عالمية أخرى. وفي العام الماضي، قال الجديمي الذي عمل رئيساً بالإنابة لأنشطة المصب لأشهر، وهو أيضاً رئيس مجلس إدارة رابغ للتكرير والبتروكيماويات (بترورابغ) وهي مشروع مشترك بين «أرامكو» و «سوميتومو كيميكال»، إن «أرمكو» تهدف إلى زيادة إنتاجها من الكيماويات بنحو ثلاثة أمثاله إلى 34 مليون طن متري سنوياً بحلول عام 2030. وفي الإطار الزمني ذاته، تهدف لزيادة طاقتها التكريرية على مستوى العالم إلى 8-10 ملايين برميل يومياً من أكثر من خمسة ملايين برميل حالياً. وسيساعدها ذلك على زيادة القيمة من أنشطة النفط والغاز من خلال ضمان تدفقات للإيرادات لتصبح أقل تأثراً بتقلبات أسعار النفط. وتخطط «أرامكو» لمشروع ضخم لتحويل النفط إلى كيماويات مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، ترى مصادر أنه سيكلف ما يزيد على 20 بليون دولار.