أرجع فنان العرب محمد عبده شبابه المتجدد، وطراوة صوته على رغم تقدمه في السن، إلى أنه «يغني بإحساس ومن قلبه» ولأنه من منطقة في السعودية يمتاز أهلها بأنهم يظلون شباباً مهما كبروا. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش مهرجان الدوحة العاشر للأغنية، الذي اختتم حفلاته أول من أمس: «الأغنية الخليجية أخذت اليوم مكانتها وفرضت نفسها بأصالتها وارتباطها بالأرض كلمة ولحناً وأداء، ومن الطبيعي أن تتسابق الأصوات لتأخذ نصيبها من هذه الحصة الخليجية». وأضاف: «كثير من الأصوات العربية أثبتت جدارتها بالغناء الخليجي مثل اللبنانية يارا والسورية أصالة والمصرية أنغام». وأستغرب عبده «تضخيم بعض الصحافيين» لتصريحاته، و»تحميلها ما لا تحتمل»، خصوصاً حين ذكر أن خلاف المطربة فيروز مع عائلة الرحباني هو بمثابة دعاية لحفلتها الأخيرة، وأضاف: «أنا من أشد المتابعين لفيروز، فهي الوحيدة الباقية لنا من زمن المبدعين. وفي حديثي عن خلافها كنت أقصد أن أي حفلة تحتاج إلى دعاية، تكون من هذا النوع أحياناً، حتى أن أم كلثوم كانت تعمل دعايات شبيهة قبل حفلاتها، وما قلته تصريح عادي جداً». وعن السبب وراء حضوره مبكراً هذا العام لمهرجان الدوحة (كان أول مطرب يحضر من بين المطربين ال 19 المشاركين)، أوضح: «أحب الدوحة خصوصاً في هذا الفصل الجميل، وهذا سبب كاف، لكنني أيضاً أردت أن أحظى بوقت كاف مع الفرقة الموسيقية التي ستكون مشغولة ذهنياً ومكانياً مع فنانين كثيرين». ولفت محمد عبده إلى أنه لم يتغير من حيث انتقائه لأعماله التي يقدمها، وزاد: «الناس سمعتني في كل مراحلي، وفي كل أغنياتي، ولكن هناك أغنية تفرض نفسها لتوافقها مع المزاج والحال الاجتماعية للناس، والأغنية إن توافرت فيها عناصر النجاح من كلمات ولحن وأداء يظل ينقصها البعد الاجتماعي فأغنية «ابعاد» مثلاً أتت في وقت يناسب نفسية الناس حين كان في ذلك الوقت هجرة واغتراب في العالم العربي». ولا يسمي محمد عبده دعمه للمطربين الشباب احتضاناً، إنما «محاولة لتهيئة الفرصة لهم ليظهروا للناس ما لديهم، كما فعل عملاق الفن وديع الصافي مع نجوى كرم، وفي النهاية الصوت الجميل هو سيفرض نفسه والسيء سيغادر حتى لو حظي بمساعدة الجميع». وأستغرب المطرب السعودي «الحديث الدائم عن ظهور الأغاني الهابطة» وعن أن ذلك عائد «لغياب الفنانين الكبار وقلة إنتاجهم»، وأوضح: «في كل عصر يقال هذا الكلام نفسه، كما حدث مع موجة الأفلام التي غزت دور السينما قبل سنوات، لكنها تطورت وزادت من قدرات العاملين عليها وباتت الآن سينما جيدة، وأبناء الجيل يريدون أن يثبتوا مكانتهم ومن حقهم علينا أن نتركهم يكتبون تاريخهم بأنفسهم».