قال مسؤولون اليوم (الإثنين) إن مجموعة من المشرعين الألمان منعت من زيارة قوات متمركزة في قاعدة إنجيرليك الجوية التركية في خطوة من شأنها إشعال الخلاف مجدداً بين البلدين العضوين في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) في شأن حرية الدخول إلى القاعدة الجوية. وقالت مصادر من وزارة الخارجية التركية من دون الخوض في التفاصيل، إن المشرعين لم يحصلوا على موافقة لزيارة القاعدة لاعتبارها زيارة غير مناسبة في هذا التوقيت. وتقول القوات المسلحة الألمانية إن حوالى 250 جندياً ألمانياً يتمركزون في القاعدة في إطار قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية المجاورة. من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل اليوم، إن حكومتها ستنقل جنودها إلى دولة ثانية إذا لم تمنح أنقرة إذناً لنواب من لجنة الدفاع البرلمانية لزيارة الطاقم الذي يخدم حالياً في إطار قوات «حلف شمال الأطلسي» في قاعدة إنجيرليك التركية. وأضافت مركل في مؤتمر صحافي أنّه من الضروري أن يتمكن النواب من زيارة أكثر من 250 جندياً يخدمون في قاعدة إنجرليك. وقالت «سنستمر في التحاور مع تركيا ولكن بموازاة ذلك علينا البحث عن وسائل أخرى للوفاء بالتزاماتنا». وأضافت «هذا يتضمن البحث عن بدائل لإنجرليك وأحد البدائل المطروحة هو الأردن». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شويفر، إن من «غير مقبول» أن تمنع تركيا المشرعين من زيارة الجنود. وأضاف شويفر «يتعين السماح بزيارة المشرعين». وذكر أن وزير الخارجية زيغمار غابرييل سيثير المسألة مع نظرائه من دول أخرى أعضاء في «الحلف الأطلسي» في واشنطن غداً. وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، إن برلين ستنظر في البحث عن أماكن بديلة لنشر قواتها. وتوترت العلاقات بين الدولتين العضوين في «ناتو» في مرحلة التحضير لاستفتاء في تركيا في 16 نيسان (أبريل) عندما منعت ألمانيا ساسة أتراكاً من الحديث في تجمعات للأتراك المقيمين هناك مشيرة إلى اعتبارات تتعلق بالسلامة. واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برلين باستخدام أساليب «تشبه سياسات النازي». وأيدت غالبية بسيطة من الأتراك الاستفتاء على تعديل الدستور ومنح أردوغان سلطات أوسع. وأبدت ألمانيا ودول غربية أخرى قلقها من تزايد الاتجاه السلطوي في تركيا. وفي العام الماضي منعت تركيا مشرعين ألماناً من زيارة القاعدة لمدة أشهر رداً على قرار للبرلمان يعتبر قتل قوات الدولة العثمانية للأرمن في العام 1915 «إبادة جماعية» وهو تعبير ترفضه أنقرة.