لا تزال فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني في محافظة الليث تواصل أعمال البحث عن مفقودين نتيجة الأمطار والسيول التي اجتاحتها ظهر الخميس الماضي مخلفة وراءها خسائر في الأرواح والممتلكات. وكشفت جولة «الحياة» التي رافقت فرقة مسح جوية قامت بها طائرة عامودية تابعة للدفاع المدني انتقلت أمس (الجمعة) إلى محافظة الليث لاستكشاف المناطق المتضررة وبطون الأودية للبحث عن مفقودين للتعرف على حجم الأضرار التي خلفتها تلك السيول التي لا يزال السكان يعانون آثارها، والتي سببت أضراراً على المزارع والسيارات التي جرفتها، وضررت الطرق وقطعها. وكشف مدير الدفاع المدني في محافظة الليث العقيد تركي الحارثي خلال حديثه إلى «الحياة» خلال عملية المسح الجوي عن صدور توجيهات بتشكيل فرق من إدارته للوقوف على الأضرار التي تعرض لها المواطنون وحصرها، مشيراً إلى وجود فرق بحث وسلامة تواصل أعمال البحث عن المفقودين في وادي «عيار»، إذ يبلغ عدد كل فرقة ستة أفراد وضابطاً ودورية سلامة، إضافة إلى انتشار الفرق الأخرى في وديان المحافظة للقيام بأعمال البحث والإنقاذ. وأوضح الحارثي أن منطقة الليث بها الكثير من الأودية وتحوي الكثير من القرى والهجر المتباعدة، لافتاً إلى أن الجهود متواصلة خلال اليومين الماضيين وأعمال البحث مستمرة بمشاركة فرقتي مساندة تم دعم المحافظة بها من الدفاع المدني في العاصمة المقدسة حتى يتم العثور على بقية المفقودين، منوهاً بنجاح الفرق الميدانية في إنقاذ عدد كبير من المحتجزين. من جهته، أشار الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالله العمري إلى أن الطائرة العامودية انتقلت إلى محافظة الليث بهدف المساندة ومباشرة أعمال البحث في أودية «الروضة» و«عيار» و«سلبه»، إذ نفذت أعمال مسح جوي مع الفرق الأرضية التي تواصل أعمالها في تلك الأودية، ونقل صورة كاملة للمنطقة. وقال: «إن الفرق الأرضية تمكنت حتى ظهر أمس من العثور على جثتين لمفقودين في وادي الروضة من أصل خمسة بلاغات عن مفقودين جميعهم رجال، ولا يزال البحث مستمراً عن اثنين منهم في منطقة الغابات في وادي «عيار»، والبحث في وادي «سلبه» عن الخامس». وعن حصيلة جهود الإنقاذ، قال العمري: «تمكنت فرق الإنقاذ الأرضي في محافظة الليث من إنقاذ 40 حال احتجاز في مناطق جريان السيول من دون تسجيل إصابات»، مشدداً على أن جريان السيول في تلك الأودية خفّ عما كان عليه الخميس الماضي، محذراً في الوقت نفسه من مخاطر قطع الأودية ومجاري السيول، والتي يتم تحذير المواطنين منها دائماً لما تشكله من خطورة على الأرواح. وأضاف أن كمية الأمطار والسيول التي شهدتها الليث تسببت في قطع بعض الطرق الرئيسة وتأثرها، ويجري العمل بالتنسيق مع الجهات المختصة لإصلاح أضرار الطرق لتسهيل تنقل المواطنين بها. وفيما وجهت «تعليم الليث» منسوبي 23 مدرسة في المحافظة بعدم الدوام اليوم (السبت) حتى تفتح الطرق كافة ويتأكد من خلوها من السيول، يذكر أن محافظة الليث تبعد عن محافظة جدة نحو 170 كيلو متراً، ويبلغ عدد سكان المناطق التي طاولتها السيول نحو 30 ألف نسمة يتوزعون على عدد من القرى والهجر المتباعدة، ويعتبر وادي الليث الكبير أكبر أودية المحافظة.