أثار إعلان البيت الأبيض نهاية الأسبوع الماضي أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم خلال زيارته الأسبوع المقبل، بعيد لقائه الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، دعم «الطموح الفلسطيني للكرامة وحق تقرير المصير للفلسطينيين»، حنق زعيم حزب المستوطنين وزير التعليم نفتالي بينيت، الذي طالب رئيس حكومته بنيامين نتانياهو أمس بالتراجع عن خطاب «بار إيلان» (قبل ثماني سنوات الذي أعلن فيه موافقته على حل الدولتين) وب «الكف عن اتباع سياسة الاختباء في موقع محصن تحت الأرض، ما يتيح للآخرين إملاء تصورهم لحل الصراع مع الفلسطينيين». وأضاف أنه ينبغي على الحكومة المبادرة ووضع تصورها ورؤيتها للحل، «لا أن يحدَّد مصيرها على يد الآخرين». وقال بينيت إن الخطاب كان في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، «ورأينا أن الخطاب والموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية تسببا في فرض مقاطعات علينا وتفاقم الإرهاب وتهديد ديموغرافي خطير، والآن هو الوقت لإعلان إلغاء الخطاب». وتابع أن أمام إسرائيل طريقين: «مواصلة سياسة (خطاب) بار إيلان الذي يؤمن بإقامة دولة فلسطينية ثانية إضافية إلى تلك في قطاع غزة، وهذه صيغة مسيحانية فاشلة تسببت حتى اليوم في إراقة دماء وتدهور سياسي وستؤدي إلى كارثة ديموغرافية... وفي المقابل هناك طريق آخر يتمثل في أن تقوم إسرائيل بوضع تصورها لمستقبل المنطقة من خلال تطوير اقتصادي إقليمي يقوم على المبادرات ومنع إقامة دولة فلسطينية ثانية إضافة إلى تلك في غزة وفرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي (المحتلة عام 1967) في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وتقوية إسرائيل كمرساة أمنية واستخباراتية واقتصادية في المنطقة». يذكر أن بينيت كان أول المسؤولين الإسرائيليين الذي أبدى غبطته من فوز ترامب في الانتخابات، وأعلن احتفالياً نهاية حل الدولتين للشعبين، فيما أقام أعضاء كتلة حزبه المتطرف «البيت اليهودي» حفلاً كبيراً رفعوا فيه نخب الرئيس المنتخب. في سياق متصل، حذر مراسل صحيفة «هآرتس» في واشنطن حيمي شاليف رئيس الحكومة من «السلوك غير المتوقع» لترامب في تصوراته لحل الصراع. وكتب أنه ينبغي على نتانياهو أن يعتبر من طريقة قيام الرئيس بإقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (أف بي آي) جيمس كومي. وأضاف متهكماً: «أخال نتانياهو يصحو من كابوس وهو يتصبب عرقاً ليقرأ تغريدة على التويتر لترامب يكتب فيها: اعتقدت أن نتانياهو إنسان جدي، لكن خاب أملي إذ تبين أنه وزير ورجل لا يحترم كلمته، إذ انكشفت أمامي ألوانه الحقيقية، أو غيرها من التغريدات المشابهة المحرجة بل المهينة جداً لرئيس الحكومة». وأضاف أن مثل هذا الكابوس لا يبدو منطقياً الآن، لكن لا يمكن القول إنه غير متوقع من رئيس غير متوقع، و «قد رأيناه كيف أهان مدير مكتب التحقيقات الذي كان حتى الأمس القريب حبيبه، ضارباً بعرض الحائط الإعلام والكونغرس وحزبه الجمهوري». واعتبر المعلق أن تصريح الناطق باسم البيت الأبيض عن نية الرئيس دعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير قد يؤشر إلى أن إسرائيل ربما وقعت في مصيدة عسل نصبتها بنفسها عندما اعتبر نتانياهو الرئيس الأميركي منقذاً فقط لأنه مناوئ لأوباما». وزاد أن التزام الرئيس دعمه حق الفلسطينيين في تقرير المصير سيحول دون أن يغض الطرف عن محاولات إسرائيل تغيير الوضع القائم أو أن يفرض على الفلسطينيين حلاً خلافاً لرغبتهم. كما شدد على أن «الإدارة الأميركية الحالية ستفعل كل شيء للحفاظ على بقاء السلطة الفلسطينية ومؤسسات قوية من أجل مصلحة الأمن القومي في المنطقة». وأضافت الصحيفة أن الفلسطينيين تساءلوا أمام الإدارة الأميركية عن الفراغ الذي ستتركه في حال انهارت السلطة الفلسطينية وما يمكن أن يجري على الساحة الداخلية والخارجية وتأثير ذلك على استقرار المنطقة في مقابل تعزيز مواقف إيران وحلفائها. وأوضحت أن القيادة الفلسطينية تحاول خلق وضع جديد يتم فيه التوصل إلى اتفاق سياسي لا يعتمد على بادرة حسن نية والتضامن معها بقدر ما أن تكون شريكة استراتيجية من دونها لا يمكن للأمن القومي في المنطقة أن يستقر. تيلرسون: ترامب يدرس تأثير نقل السفارة في مساعي السلام قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن الرئيس دونالد ترامب يدرس مدى تأثير نقل السفارة الأميركية إلى القدس في مساعي السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأوضح في مقابلة بثت أمس على تلفزيون «أن بي سي» الأميركي، أن «الرئيس يعتمد الحذر في محاولته فهم تأثير هذا القرار في عملية السلام»، مضيفاً أن قرار ترامب سيأخذ في الاعتبار آراء الأطراف المختلفة، بما فيها «إن كانت إسرائيل تعتبر أن النقل يساعد مبادرة السلام أم يعرقلها». وفي إشارة أخرى إلى اعتماد ترامب الحذر إزاء قضية القدس، فإن سفيره إلى إسرائيل ديفيد فريدمان يخطط للعمل من السفارة الأميركية في تل أبيب بدلاً مما نشر عن نيته العمل من القنصلية الأميركية في القدس، كما أنه سيقيم في منزل السفير السابق في هيرتزيليا في تل أبيب بعد أن كان نشر أنه ينوي السكن في شقته في القدس.