طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر بالعمل على «توحيد قوات الجيش الليبي»، وجدد دعوته إلى المجتمع الدولي لرفع الحظر على توريد السلاح إلى الجيش الليبي «لتعزيز جهوده في مواجهة الإرهاب»، واعتبر أن «القراءة المغلوطة للدين وغياب الدولة الوطنية وتآكل مؤسساتها «من الأسباب الرئيسية لظهور الإرهاب وانتشاره». وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف في بيان أمس، إن السيسي بحث مع حفتر في القاهرة أمس في «الجهود لمواصلة الحوار بين الأطراف الليبية وصولاً إلى تسوية سياسية تنهي الأزمة»، وأضاف أن السيسي عبّر عن «موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية وسعيها المستمر للتوصل إلى حل سياسي من خلال تشجيع الحوار بين مختلف الأطراف، بما يساهم في عودة الاستقرار لهذا البلد الشقيق والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه»، موضحاً أن المساعي كافة التي تقوم بها مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية تهدف الى «التوصل لصيغة عملية لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها باتفاق الصخيرات، باعتباره المرجعية السياسية المتوافق عليها». ونقل البيان المصري عن حفتر أنه أعرب عن تقديره للدور المصري المهم في الأزمة الليبية، مثمناً جهودها لمساعدة مختلف الأطراف للوصول إلى توافق، ومشيداً بحرص مصر على ضمان استقرار الوضع في ليبيا في ظل الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين. وأضاف البيان، أنه تم خلال اللقاء استعراض التطورات السياسية في ليبيا، حيث تم تأكيد «أهمية استمرار الجهود من أجل مواصلة الحوار بين الأطراف الليبية وإعلاء المصلحة الوطنية الليبية، بما يتيح إعادة بناء مؤسسات الدولة ويلبي طموحات الشعب الليبي في عيش حياة كريمة ومستقرة». وأكد السيسي أهمية إعادة لحمة ووحدة المؤسسة العسكرية الليبية التي نشأت منذ 77 عاماً على يد أبناء ليبيا من مختلف مناطقها، مؤكداً أهمية «رفع القيود المفروضة على توريد السلاح للجيش الليبي، باعتباره الركيزة الأساسية للقضاء على خطر الإرهاب في ليبيا، فضلاً عن ضرورة وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين، والتصدي لمختلف الأطراف الخارجية التي تسعى إلى العبث بمقدرات الشعب الليبي». وأوضحت مصادر مصرية ل «الحياة» أن اللقاء تناول أيضاً التعاون الأمني بين البلدين، وجهود ضبط الحدود المصرية- الليبية. من جهة أخرى، ربط السيسي، خلال ترؤسه أمس الاجتماع السنوي لمجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، بين غياب الدولة وتآكل مؤسساتها وانتشار الإرهاب وتمكنه من بعض المجتمعات، وأكد حرص بلاده على مواجهة الإرهاب الذي بات يمثل خطراً على الإنسانية، ب «كل الوسائل وعلى المستويات كافة، خصوصاً من خلال ترسيخ ثقافة التسامح والتعددية وقبول الآخر»، وعول على مكتبة الإسكندرية للعب دور في مواجهة الإرهاب من طريق توطين الثقافة والعلم والفكر الراقي الحديث. وبعدما استمع السيسي الى مداخلات أعضاء مجلس أمناء المكتبة، لفت إلى أن القراءة المغلوطة للدين التي تقوم بها الجماعات المتطرفة لتحقيق أهداف سياسية تعد «أحد الأسباب الرئيسية لظهور الإرهاب»، ونبه إلى أن غياب الدولة الوطنية وتآكل مؤسساتها «أسفرا عن انتشار الإرهاب وتمكنه من بعض المجتمعات»، مؤكداً أهمية إعادة بناء مؤسسات الدولة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فضلاً عن الدور المحوري للثقافة وزيادة الوعي في تقوية النسيج الوطني للمجتمعات وحمايتها من الإرهاب والتطرف. وكان السيسي ترأس أمس الاجتماع السنوي لمجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، وألقى كلمة وجه خلالها الشكر والتقدير لمدير المكتبة إسماعيل سراج الدين، على ما قدمه من جهود دؤوبة وعمل حثيث خلال فترة إدارته المكتبة، وأعرب عن ترحيبه بالدكتور مصطفى الفقي المدير الجديد للمكتبة لمواصلة مسيرة العطاء والتطوير وتعزيز دورها.