"الأبطال لا يولدون بل يصنعون".. واحدة من أشهر عبارات التحفيز التي تستخدم للحث على المضي قدماً وتطوير الذات وربما تمثل تفسيراً لظاهرة نجاح أحد الأشقاء عن باقي أخوته رغم امتلاكهم لجينات متشابهة، إذ أن الجهد المبذول يلعب دوراً كبيراً بجانب الموهبة في الوصول للنجاح وهذا الأمر لا ينفصل عن عالم الرياضة الذي توجد به الكثير من الحالات التي يمكن تطبيق الأمر عليها. سواء في كرة القدم أو عالم سباقات السرعة أو التنس توجد الكثير من الحالات ل"أشقاء" نجوم كبار لم تر أسماؤهم النور أو تسطع مثل إخوتهم ليسقطوا في بئر النسيان بل وفي بعض الأحيان لا يدرك أحد وجودهم رغم أنهم يعملون في نفس المجال الذي برع فيه أشقاؤهم وهو الرياضة. تشابي ألونسو نجم وسط ريال مدريد الإسباني والذي سيغيب عن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مواطنه أتلتيكو مدريد اسم معروف في عالم كرة القدم، ولكن هل يمتلك شقيقه ميكيل نفس الشهرة؟. كانت بداية كل من تشابي (32 عاماً) وميكيل (33 عاماً) في ريال سوسييداد الإسباني، إلا أن الشقيق الأصغر نجح كروياً وانتقل إلى ليفربول الإنكليزي ومنه إلى النادي الملكي، في حين أن الأكبر فشل في تكرار التجربة وظل يلعب طوال مسيرته في أندية إسبانية وإنكليزية صغيرة مثل نومانسيا وتنيريفي أو بولتون وتشارلتون أثلتيك، الذي أنهى تعاقده في 2012. جونزالو إيجواين وفديريكو إيجواين أيضاً من عائلة كروية ، فوالدهما هو المدافع خورخي إيغواين، إلا أن غونزالو يعد الأنجح مقارنة بشقيقه الأكبر الذي يؤدي دور لاعب خط الوسط المهاجم. ففي الوقت الذي لعب خلاله غونزالو لأندية مثل ريال مدريد الإسباني وحالياً لنابولي الإيطالي ويعد من ضمن الركائز الهجومية لمنتخب "راقصي التانغو"، فإن فديريكو لاعب كولومبوس كرو الأميركي فشل في الانتقال لأي من أندية أوروبا الكبرى، وربما يكون إنجازه الأكبر أنه قائد فريقه الحالي. واين روني الفتى الذهبي والمدلل لمانشستر يونايتد والذي يتقاضى راتباً قال عنه مدرب أوليمبياكوس اليوناني عند مواجهة الفريقين في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم إنه يكفي وحده ميزانية ناديه، اسم معروف وله ثقله الكروي والإعلامي الذي لا يقارن بأي صورة باسم شقيقه جون روني. يبلغ عمر جون روني في الوقت الحالي (24 عاماً) ويلعب لفريق شيستر الإنكليزي وسبق له الاحتراف في الدوري الأميركي إلا أنه لم يحقق أي نجاحات تذكر على عكس شقيقه الأكبر، كما أنه على عكس نجم مانشستر يونايتد يرغب في اللعب إذا ما أتيحت له الفرصة لمنتخب أيرلندا. إدين هازارد هو الآخر، الذي يعتبر أخطر لاعبي تشلسي في الوقت الحالي وربما تتسبب تصريحاته الأخيرة ضد مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو في إنهاء مغامرته مع ال"بلوز"، ليس وحده الذي يمثل اسم عائلته، فمعه شقيقه الأصغر منه بعامين ثورجان (21) عاماً. تعود ملكية ثورجان الذي يلعب أيضاً كلاعب خط وسط مهاجم إلى ال"بلوز"، ولكنه لم يخض أي مباراة رسمية مع الفريق الأول، ويلعب حالياً معاراً إلى زولته فاريجيم البلجيكي، وسبق وقال في تصريحات أنه يدرك أن شقيقه هو الأفضل. الأوروغوائي لويس سواريز هداف "البريميير ليغ" والذي توج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم شهرته هو الآخر تتخطى بكثير شقيقه الأكبر باولو سواريز (33 عاماً). ففي الوقت الذي لعب له لويس لأياكس الهولندي ويقدم حالياً واحداً من أفضل مواسمه مع ال"ريدز"، وسط ما يثار بخصوص رغبة الريال في الحصول على خدماته مقابل 85 مليون يورو، فإن باولو فشل في الخروج من دائرة اللعب للأندية اللاتينية بل والأسوأ من هذا أن أغلبها مجهولة ولا تتمتع بالشهرة، إذ يدافع حالياً عن قميص كومينيكاسيونس أو "الاتصالات" في غواتيمالا. نفس الظاهرة موجودة أيضاً في عالم التنس فالبولندية آنييسكا رادفانيسكا (25 عاماً) المصنفة الثالثة عالمياً توجت ب13 لقباً خلال مسيرتها، كما أنها كانت أول لاعبة بولندية تصل إلى نهائي إحدى بطولات الجراند سلام الكبرى، في ويمبلدون عام 2012 ، كما أنها وصلت هذا العام إلى نصف نهائي أستراليا المفتوحة، وتوجت أيضاً في 2006 بجائزة رابطة لاعبات التنس المحترفات كأفضل لاعبة صاعدة. إلا أن شقيقتها الصغرى أورسولا (23 عاما)، التي كان أفضل تصنيف لها هو الوصول للمركز ال27 وتحتل حاليا المرتبة ال73، لم تنجح في التتويج بأي بطولة في منافسات الفردي، وفازت بلقب واحد فقط في منافسات الزوجي عام 2007 مع شقيقتها الكبرى. وفي عالم السرعة، حينما يسمع اسم شوماخر فإنه دائماً ما يرتبط بالأسطورة مايكل شوماخر الذي تعرض أخيراً لحادثة أثناء ممارسة التزلج. وحقق مايكل ما فشل فيه شقيقه الأصغر (38 عاماً) رالف، وهو الفوز ببطولة العالم لسباقات سيارات الفئة الأولى (فورمولا1) وليس مرة واحدة بل سبع مرات في 1994 و1995 و2000 و2001 و2002 و2003 و2004. كما أن الشقيق الأكبر فاز ب91 سباقاً في حين أن رالف لم يفز سوى بستة سباقات خلال مسيرته في عالم ال"فورمولا1". كذلك في عالم المصارعة الحرة التي برغم كونها أحد أشكال العروض الترفيهية إلا أنها لا تخلو من خصائص بدنية لا يقدر عليها إلا رياضي محترف، فإن هذه الظاهرة موجودة، إذ إن المصارع المكسيكي ألبرتو رودريجز المعروف في الحلبة بإسم (ألبرتو ديل ريو) ويعد من ضمن نجوم الصف الأول في اتحاد "دابليو دابليو إي" له هو الأخر شقيق في نفس المجال. الشقيق الأصغر جييرمو رودريجز كان قد انضم مثل شقيقه الأكبر إلى الاتحاد الترفيهي ولكنه فشل في الصعود من قطاع التأهيل المعروف باسم "إن إكس تي" إلى العروض الحية، إذ لم يقتنع المسؤولون عن الشركة بموهبته وقاموا بطرده من الشركة، ليظل اسماً مجهولاً في ظل نجومية شقيقه.