عقد رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل سلسلة اجتماعات في العاصمة البريطانية، على هامش ترؤسه وفد بلاده إلى مؤتمر الصومال، بحثت في تعزيز التعاون بين البلدين في الملفين الاقتصادي والأمني. واجتمع إسماعيل، على هامش المؤتمر، برئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، «حيث تناول أهم ملامح برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنتهجه الحكومة المصرية» وفقاً لبيان وزعه مجلس الوزراء المصري. وقدم إسماعيل عرضاً لمؤشرات «تحسن الأداء الاقتصادي، في أعقاب الإصلاحات الجادة التي تطبقها الحكومة، ورؤيتها للإصلاح وتطوير البنية الأساسية وتحسين مستوى الخدمات في القطاعات كافة»، مشيراً إلى الجهود الحثيثة لتطوير مناخ الاستثمار في مصر وتقديم الدعم للاستثمار الأجنبي. ونقل البيان تأكيد رئيسة الوزراء البريطانية دعم بلادها الكامل لخطوات الإصلاح الاقتصادي في مصر، موضحة أنها تتابع باهتمام البرنامج الاقتصادي الذي تقوم به الحكومة المصرية والذي من شأنه إحداث نهوض وتنمية حقيقية في البلاد. كما التقى إسماعيل مع مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني، الذي أشاد بالعلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصاً المجالين العسكري والأمني، إلى جانب التنسيق في مختلف القضايا وعلى رأسها جهود مكافحة الإرهاب، إدراكاً من البلدين لضرورة تكاتف المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الظاهرة. واجتمع رئيس الحكومة المصرية أيضاً بوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي أشاد بالمشاركة المصرية في مؤتمر لندن حول الصومال، على هذا المستوى الرفيع، مشيداً بالعلاقات مع مصر، ونتائج زيارته الأخيرة لها، والتنسيق القائم بين البلدين تجاه القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأشار الوزير الإنكليزي، وفقاً للبيان المصري، إلى الدور المهم لمصر في التصدي لقضايا الشرق الأوسط وتحقيق الاستقرار، موضحاً أنه قام بزيارة إلى طرابلس أخيراً لمتابعة تطورات الأوضاع الليبية، وأنه حرص على التنسيق مع نظيره المصري (سامح شكري) في هذا الشأن في ضوء أهمية التشاور وتبادل الآراء تجاه مثل هذه القضايا المهمة. في موازاة ذلك، التقى وزير الخارجية المصري أمس الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو، على هامش زيارته العاصمة الغانية أكرا، والتي شملت مقابلة كل من وزيرة الخارجية ورئيس البرلمان الغاني، وأوضح الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، أن شكري أكد الأهمية البالغة التي توليها مصر لعلاقاتها التاريخية بغانا، مشيداً بهذه العلاقة الخاصة التي تربط البلدين، مؤكداً أن مصر تفخر بالنموذج الغاني في الديموقراطية والذي يعد نموذجاً يحتذى للقارة الأفريقية. وأوضح الناطق باسم الخارجية أن الوزير شكري سلم الرئيس الغاني رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، تؤكد حرص مصر على العلاقات التاريخية بين البلدين، وسبل تطويرها في المجالات كافة، فضلاً عن توجيه الدعوة للرئيس الغاني لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة. وعبر وزير الخارجية عن امتنان مصر لمستوى تطور العلاقات بين البلدين في كل المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية أو الثقافية أو الطبية، مشيراً إلى جهود الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية في نقل الخبرات وتدريب الكوادر الغانية في العديد من المجالات. ونوه الوزير شكري برغبة رجال الأعمال المصريين في الاستثمار بغانا والاستفادة من مناخ الاستثمار الإيجابي هناك، وهو التوجه الذي تشجعه الحكومة المصرية في ضوء العلاقات الوطيدة بين البلدين، فضلاً عن رغبة الحكومة المصرية في زيادة التبادل التجاري بين الجانبين، داعياً غانا إلى الاستفادة من الميزة التنافسية للسلع المصرية في السوق الغانية. وفي ما يتعلق بالتعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، أوضح وزير الخارجية الرؤية المصرية للتعامل مع تلك الظاهرة من خلال منظور شامل يواجه كل العوامل المؤدية إلى ظهورها، مشيراً إلى الدور المهم للأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في توضيح وسطية الإسلام وسماحته في مواجهة الغلو والتشدد، مؤكداً أهمية التعاون الثنائي في مواجهة ظاهرة الإرهاب التي تستهدف دول العالم كافة بما في ذلك الدول الإفريقية. من جانبه، رحب الرئيس الغاني بالوزير المصري، مشيداً بالعلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة. كما أكد الرئيس اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية بين مصر وغانا. وأكد الرئيس الغاني ترحيبه بتوقيع مذكرة تفاهم لإنشاء آلية للتشاور السياسي بين البلدين، مشيداً بالشركات المصرية الكبرى العاملة في غانا ودورها التنموي في بلاده، فضلاً عن دعمه لعمل الشركات الغانية في مصر. ورحب الرئيس بالتعاون بين البلدين في مواجهة ظاهرة الإرهاب في ضوء الجهود والخبرة المصرية في هذا المجال، التي تعد في طليعة الدول في مواجهة تلك الظاهرة.