كما في عام 2010 (62 عاماً على النكبة)، يلجأ الكثير من الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في لبنان الى طباعة لوحات تقويم العام الجديد كلٌّ على طريقته. يتحضر اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، في الأشهر الثلاثة الأخيرة من كل عام، لاستقبال عام جديد على... نكبتهم. فتنتشر في بيوتهم لوحات تقويم العام المقبل (الروزنامات) مزركشة بألوان علم فلسطين. ويضع بعضهم صورة لاعتصام أو تظاهرة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، فيما يضع آخرون رسومات رمزية تعبّر عن حق العودة من خلال المفتاح الفلسطيني المعروف والقرار الدولي لحق العودة (194) الشهير، أو صوراً للعدوان المتواصل على غزة: الأطفال الشهداء، القصف العنيف على المباني السكنية. وثمة من يضع صوراً عامة تمثل القضية الفلسطينية. ويقسّم بعضهم روزنامته الى اثنتي عشرة صورة مقسمة على أشهر السنة. فتجد مثلاً قبضة تخرج من البحر حاملة خريطة فلسطين أو الخريطة ذاتها تنزف دماً، وقد تجد أحياناً من يضع شعار الفصيل الفلسطيني الذي ينتمي اليه متوسطاً الخريطة، ومنهم من يحافظ على رموز خاصة بالقضية كإشارة النصر (V) أو الكوفية بلونيها الأسود والأبيض أو حنظلة، الصبي الذي ينظر دائماً الى فلسطين معترضاً على الذين يديرون ظهورهم لها. والبعض يعبّر عن حبه لشخصية فلسطينية توفيت أو ما زالت على قيد الحياة فيضع صورتها تقديراً لعطاءاتها خلال سنوات النكبة واللجوء. وللمناسبات الوطنية حصة في ذلك، فتجد في اسفل كل شهر علامات تميّز عدداً من الأيام كذكرى انطلاق الثورة ويوم الأرض ويوم الأسير ويوم الشهيد ويوم اللاجئ ويوم التضامن مع الشعب الفلسطيني ويوم النكبة (15 ايار 1948)... الخ، كذلك تجد تواريخ لمناسبات تآمرية كإعلان بلفور واتفاقية سايكس بيكو وذكرى تقسيم فلسطين، ويخص البعض اياماً بعينها للمجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني كدير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وغيرها. وإذا كان الناس في كل مكان سيستقبلون العام الجديد بروزنامة عام 2011 فإن الفلسطينيين وعلى غرار كل عام، سيضيفون رقماً اضافياً في وسط روزنامتهم: «63 عاماً على النكبة».