شكل أمس أحد الأيام الأخيرة للنشاطات الرسمية بالنسبة الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يعد لتسليم مهمات منصبه للرئيس المنتخب إيمانويل ماكرون الأحد المقبل. ورأس هولاند صباحاً آخر اجتماعات المجلس الدفاعي والأمني وتطرق خلاله الى الأوضاع الأمنية داخل فرنسا والالتزامات الدولية خصوصاً تلك التي تلعب القوات الفرنسية دوراً في إطارها. واستغل المناسبة لتوجيه الشكر لأفراد الأجهزة الأمنية المختلفة، وأيضاً لرئاسة أركان الجيش الفرنسي وأفراده المنتشرين في الخارج. ورأس بعد ذلك الاجتماع الأخير للحكومة وعرض خلاله رئيس الحكومة برنار كازنوف حصيلة لولاية هولاند التي امتدت منذ العام 2012، ثم بادر الرئيس للتوجه الى مدخل القصر الرئاسي حيث ودع الوزراء فرداً فرداً. وعقب ذلك توجه هولاند الى حديقة لوكسمبورغ لحضور الاحتفال السنوي بإنهاء العبودية وانضم اليه ماكرون الذي وقف الى جانبه عند إلقائه أحد آخر خطابات عهده وحض فيه خلفه على مواصلة العمل على تحقيق المصالحة في «فرنسا المقسمة» التي «تهب عليها ميول معادية للجمهورية» في إشارة واضحة الى اليمين المتطرف. وكان هولاند أبدى ارتياحه البالغ لفوز ماكرون الذي يعرفه جيداً وعمل الى جانبه، ما جنبه الاضطرار الى تسليم القصر الرئاسي الى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن التي هزمت في الدورة الانتخابية الثانية. ونجح هولاند بذلك في إنقاذ خلافته لكنه لم ينجح في إنقاذ حزبه الاشتراكي الذي برزت التشققات في صفوفه أمس مع إعلان مرشحه المهزوم للرئاسة بونوا هامون عزمه على تأسيس حركة سياسية خاصة به وكذلك إعلان رئيسة بلدية باريس أن هيدالغو وحوالي مئتي شخصية اخرى نيتهم تأسيس حركة خاصة بهم. وكان الشرخ الأول داخل الحزب الاشتراكي برز أول من أمس عندما كشف رئيس الحكومة الاشتراكي السابق مانويل فالز عن رغبته في خوض الانتخابات الاشتراعية في 11 حزيران (يونيو) المقبل وقوله إن حزبه أصبح جسداً ميتاً. وفيما يتخبط حزب الجمهوريين اليميني بدوره في انقسامات داخلية عميقة، بدا أن التداعيات السلبية لانتخبات الرئاسة لم توفر «الجبهة الوطنية الفرنسية» اليمين المتطرف مع إعلان النائبة ماريون ماريشال لوبن عن انسحابها موقتاً من الحياة السياسية. وبررت النائبة وهي ابنة شقيقة مارين لوبن قرارها هذا برغبتها في تكريس بعض الوقت لأسرتها وخوض معترك العمل في القطاع الخاص. لكن هذا الانسحاب على صلة وثيقة بطبيعة الاستراتيجية التي اعتمدت خلال الحملة الرئاسية التي انتهت الى هزيمة والى التباين في شأنها بين الخالة وابنة شقيقتها التي انتقدت مواقف عدة اتخذت في إطار الحملة بإيحاء من فلوريان فيليبو أبرز معاوني مارين لوبن.