حققت الحملة العسكرية لاستعادة الموصل تقدماً مهماً أمس، بعد توغل الجيش في أحياء أخرى، فيما أكدت «الشرطة الاتحادية» أن مطار المدينة ومعسكر الغزلاني باتا في مرمى النار، فيما اتهم سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الولاياتالمتحدة بعرقلة عملية تحرير المدينة لأنها «لا تريد الاستقرار في الشرق الأوسط». وأعلنت خلية «الإعلام الحربي» في بيان أن «قوات مكافحة الإرهاب اقتحمت الحي الصناعي في الكرامة، وسيطرت على سايلو كرامة، ومعمل الطحين، وشركة سيارات مرسيدس، ورفعت العلم الوطني فوق المباني، واستولت على دبابة وناقلة جند وعربة معدة للتفخيخ»، وأشارت إلى «تحرير منطقة المعارض، والمجمع التجاري جنوب حي التأميم، وهي تواصل تقدمها. والحي الصناعي واحد من أكبر أحياء الجانب الأيسر وأصعبها، ففيه معامل لصنع القنابل وتفخيخ العربات». في المقابل، أفاد مصدر محلي بأن «مدنيين بينهم نساء وأطفال أصيبوا بقصف عشوائي وعمليات قنص شنها داعش على أحياء الكرامة والزهور والمحاربين الواقعة تحت سيطرة الجيش». ونقلت الخلية عن قائد المعركة الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، قوله إن «قواتنا صدت هجمات انتحارية ب14 سيارة مفخخة خلال المعارك في المحورين الشرقي والجنوبي الشرقي، وقتلت الشرطة الاتحادية خمسين عنصراً إرهابياً خلال اقتحامها حيي الميثاق والشيماء». وأضاف أن «الطائرات العراقية قصفت أهدافاً، ومنها معمل تفخيخ العربات في حي 17 تموز، ومخزن أسلحة في وادي حجر من جهه السايلو، ومنصات إطلاق صواريخ في حي الشهداء قرب جامع الخلد، ومعمل تفخيخ في الجانب الأيمن، ومقر الحسبة على طريق الموصل- تلعفر، وورشة لتفخيخ العربات في حي المالية، وتجمع لقادة التنظيم في المجموعة الثقافية وحي المحلبية. كما تم قصف عربة مفخخة ومدفع ميدان في ناحية القيروان، ومحطة وقود، ومضافة كان فيها المسؤول الأمني للإرهابيين الأجانب». وفي المحور الجنوبي الشرقي، أكدت الخلية «إحراز قطعات الشرطة الاتحادية والفرقة المدرعة التاسعة تقدماً وحررت حي الميثاق باتجاه حيي دوميز وسومر، بعد تطهير حي الانتصار». وقال قائد الشرطة رائد شاكر جودت في بيان، إن قواته «تقترب من ضفة نهر دجلة ولا يفصلنا عنها سوى 3 كيلومترات»، مشيراً إلى أن «مطار الموصل ومعسكر الغزلاني أصبحا في مرمى أسلحتنا المتوسطة»، وأكد «قتل 6 إرهابيين وتدمير 3 عربات مفخخة في حي سومر، فيما رصدت طائراتنا المسيرة هروب إرهابيين باتجاه النهر والمدفعية تلاحقهم». إلى ذلك، أفاد مصدر عسكري أن «قوات الرد السريع خاضت خلال 24 ساعة معارك ضارية في حي الميثاق، وتوغلت في العمق وصولاً إلى حي الوحدة، وسط انهيار عناصر التنظيم. وأحبطت هجوماً انتحارياً بثلاث عربات مفخخة وقتلت 6 إرهابيين». من جهة أخرى، قال شمخاني إن أميركا تعرقل تحرير الموصل ل «عدم رغبتها في إنهاء الأزمة في الشرق الأوسط». وأشاد خلال لقائه نائب الرئيس العراقي نوري المالكي الذي يزور طهران ب «المنجزات التي حققها الجيش والحشد الشعبي في محاربة الإرهاب»، وقال إن «نجاحات العراق في هذا المجال تؤكد حقيقة أن الطريق الوحيد والصحيح لمكافحة الإرهاب هو الاعتماد على القدرات والإمكانات الفريدة للشعب واستخدام الطاقات المحلية». كما أشاد ب «التحالف الوطني» الشيعي و «تعامله الإيجابي البناء مع كل المكونات السياسية والدينية»، مؤكداً عزم طهران على «الاستمرار في دعم الحكومة والشعب في العراق». وأضاف أن «داعش» بدأ ب «التراجع بعد انطلاق عملية الموصل التي ستتواصل بعزيمة الجيش والحشد الشعبي»، لافتاً إلى أن «الطاقات الشعبية العظيمة وإدارة الحكومة العراقية مؤشر إلى القوة في مواجهة الأزمات المفتعلة وتسوية المشكلات الداخلية».