ستواصل زوجة الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون، بريجيت ماكرون، توجيه زوجها على مسرح أكبر، وهي توشك على دخول قصر الإليزيه بوصفها «السيدة الأولى»، وهي تبلغ من العمر 64 عاماً. وكانت زوجة الرئيس الفرنسي إلى جوار زوجها خلال حملته الانتخابية، وهي تدير جدول أعماله وتحرر خطبه وتقدم له النصح في ما يخص حضوره على المسرح. وعندما ألقى ماكرون خطاب النصر بعد فوزه في الجولة الأولى من الانتخابات قبل أسبوعين، أحضر زوجته إلى المنصة وشكرها، ليقابل بتصفيق حاد من الحاضرين. وقال ماكرون إن «بريجيت دائماً حاضرة، والآن أكثر من ذي قبل ولولاها لما كنت ما أنا عليه». وكان الاثنان شخصيتين مجهولتين تماماً عند تعيين ماكرون وزيراً للاقتصاد في حكومة الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند في آب (أغسطس) العام 2014 واستقالت بريجيت ماكرون، والتي كان اسمها قبل الزواج بريجيت ترونيو، من عملها بالتدريس، بعد ذلك ساعدت زوجها الشاب الطموح. وأضاف الرئيس في آخر لقاء له مع العاملين بعد استقالته من حكومة هولاند في آب (أغسطس) 2016: «هي تقضي وقتاً طويلاً هنا لأن رأيها يهمني، ولأنها تجلب جواً مختلفاً، وهذا مهم. حياتي هنا ولا يمكنك أن تعمل جيداً إن لم تكن سعيداً». ولم يعلن خوض انتخابات الرئاسة إلا بعد ذلك بثلاثة أشهر في يوم 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، غير أنه في حلول ذلك الوقت كان بدأ يجعل العلاقة معها، وهي التي تكبره بنحو 25 عاماً، جزءاً لا يتجزأ من ظهوره العلني. وفي الشهور التي سبقت ترشيحه رسمياً، اكتشفها الشعب الفرنسي في سلسلة من التقارير على غلاف مجلة «باري ماتش» واسعة الانتشار، منها صورة للزوجين في آب (أغسطس) 2016 على الشاطئ. وفي فيلم وثائقي إذاعته قناة «فرانس 3» التلفزيونية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، قبل أيام من إعلان ماكرون ترشيح نفسه، عرض الزوجان لقطات فيديو من أيام ماكرون، وهو يؤدي دوره في المسرحية المدرسية التي التقيا من خلالها، وكذلك لقطات من حفل زواجهما العام 2007. وكثيراً ما يتهكم رسامو الكاريكاتير والبرامج الساخرة في الإذاعة والتلفزيون على فارق السن بين الزوجين، إذ يصورون ماكرون في صورة التلميذ الذي يتلقى التوجيهات من معلمته. وأوضح أنصاره أن هذه النكات معادية للمرأة، وأن أحداً لن يطرف له جفن إذا كان الوضع معكوساً، وكان الزوج أكبر من الزوجة ويماثل فارق السن بين ماكرون وزوجته، ذاك الفارق بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا. ولا تأبه بريجيت بهذا التهكم، بل كانت تشارك في المزاح قائلة، إنه «إذا كان يريد أن يرشح نفسه للرئاسة، فعليه أن يعجل بذلك وهى لا تزال حسنة المظهر». وولدت بريجيت في 13 نيسان (أبريل) العام 1953، وهي الأخت الصغرى بين ستة أبناء لعائلة ثرية تعمل في صناعة الشوكولاته في بلدة اميان الشمالية، وتزوجت مصرفياً أنجبت منه ثلاثة أبناء. وفي العام 1993 في مدرسة «برفيدانس جيزويت» التي كانت تدرس فيها اللغة الفرنسية والدراما، قام ماكرون الصغير بدوره في المسرحية تحت إشرافها. وفي العام المقبل، أعاد الاثنان كتابة مسرحية معاً وعدلاها لتشمل أدواراً أكثر. وقالت لقناة «فرانس 3»، إن «شيئاً فشيئاً وقعت بالكامل تحت سحر ذكاء هذا الصبي الصغير». وعندما انتشرت الإشاعات، ترك ماكرون اميان لإتمام السنة الأخيرة في المدرسة الثانوية في مدرسة «ليسيه هنري الرابع» المرموقة في باريس، والتي تعتبر مفرخاً تقليدياً للنخبة الفرنسية. وسئل ماكرون ذات يوم عن الدور الذي قد تلعبه بريجيت في الإليزيه إذا ما انتخب رئيساً، فقال إنه «سيقترح في الأسابيع الأولى من رئاسته دوراً رسمياً من دون مقابل مالي للسيدة الأولى، وسيؤخذ برأيها في تحديد ماهية هذا الدور». وأضاف: «سيكون لها وجود. وسيكون لها صوت ورؤية للأمور. ستكون بجانبي كما كانت دائماً، لكن سيكون لها أيضاً دوراً عاماً».