حصلت «الحياة» على تفاصيل جديدة، في قضية مشاركة ابن في سجن والدته، لمدة تجاوزت ثلاث سنوات، لمساعدة والده، إثر خلاف بين الزوجين، والتي حكمت فيها محكمة الأحساء الجزئية، بسجن الابن لمدة 18 شهراً، بتهمة «تعذيب والدته، وسجنها، واضطهادها».وروى شقيق الأم المعذبة، أحمد العمران، في تصريح ل«الحياة»، تفاصيل الاحتجاز، وكيفية معرفتهم بمكان احتجازها، وأسباب غيابها «المفاجئ»، موضحاً أن «إحدى جاراتها سمعت صراخاً دام فترة طويلة، يصدر من مكان ما في بيت الأم، ما أثار دهشتها، وبخاصة مع تكرار سماع صوت الأم، وهي تستغيث طالبة النجدة»، مشيراً إلى أنها قامت «بالاتصال على إحدى شقيقاتي، وإعلامها بأنها تسمع صراخ شقيقتها في شكل دائم، من مكان مجهول داخل المنزل الذي تقطنه»، لافتاً إلى أن أخته قامت على الفور «بالتوجه إلى منزلها للسؤال عنها، والاطمئنان عليها، إلا أن زوج شقيقتها كان يخبرها دائماً أن زوجته لا ترغب في مقابلة أحد من عائلتها». وأشار العمران، إلى انه بعد عودته من السفر توجه إلى منزل شقيقته للاطمئنان عليها، إلا ان فوجئ بالرد ذاته من الزوج، بأن «زوجته لا ترغب في رؤية أي أحد منا، فبدأت أشك في وجود مشكلة ما تحدث لشقيقتي. وبعد محاولات عدة لإقناع الزوج بأن يسمح لنا بمقابلتها، والتي باءت كلها بالفشل، اضطررت إلى اللجوء إلى الشرطة، لاستدعائه والتحقيق معه. إلا أن الزوج لم يحضر إلى مركز الشرطة. وقام بإرسال ابنه نيابة عنه، والذي أكد أن والدته لا تريد مقابلة أي شخص منا»، لافتاً إلى أن هذا الكلام «لم يقنعني، وطالبت بتقديم دليل واضح على أن شقيقتي لا تزال على قيد الحياة، وأنها بحال صحية جيدة». وأبان أن شرطة المبرز (محافظة الأحساء)، «قامت بإحضار الزوج بالقوة، وحققت معه على الفور، وطلبت من الابن إحضار والدته، وإخراجها من مكان احتجازها. إلا ان الابن رفض هذا الطلب، بحجة أنه لا يستطيع إخراجها، إلا بإذن من والده. وعلى رغم المحاولات المتكررة من جانب الشرطة لإخراج الأم. إلا أن الابن كان يرفض دائماً، ويصر على الحصول على موافقة الأب أولاًً». وأضاف أن الشرطة قامت بإرسال «خطاب إلى محافظة الأحساء، تطلب فيه الإذن بدهم المنزل، وتحرير الأم من سجنها. إلا أن الابن ذهب إلى والده في توقيف الشرطة، حيث يحتجز، وبدأ في رسم خطة معينة، إذ توجه على الفور، إلى المكان الذي تحتجز فيه والدته، وطلب منها أن تقسم على القرآن، بألا تخبر أي أحد بالسبب الحقيقي من وراء احتجازها، وعندما سألته عن مجوهراتها التي سلبها منها هو وأبوه، أخبرها بضرورة عدم التطرق إلى هذا الموضوع، وبدأ في مساومتها، وأنها ستسترد جميع ما سلب منها، في حال لم تتطرق لهذا الموضوع مع الشرطة، أو مع شقيقها». وزاد أنه تم «تحرير الأم من سجنها، من جانب الابن، بعد أن تأكد من أن الشرطة ستقوم بدهم المنزل»، مشدداً على ان «الابن والأب قاما بتضليل الشرطة، وخداع الأم، التي لم تفصح عن السبب الحقيقي لاحتجازها أثناء التحقيق معها في مركز الشرطة. إلا أنها أخبرت قاضي المحكمة الذي نظر القضية بالسبب الحقيقي في احتجازها لمدة تزيد على ثلاث سنوات. وأقرت بأن ابنها قام بضربها بأصبعه على فمها، إضافة إلى أنه قام بمساعدة والده في أخذ مجوهراتها التي كانت ترتديها»، مشدداً على أن «الابن ساعد والده في الضرب، وسجن الأم، وسرقة المجوهرات التي تبلغ قيمتها 20 ألف ريال»، لافتاً إلى أن الأب «لم يكن يضطهد زوجته إلا بمساعدة ابنه، الذي كان ينفذ تعليماته بالحرف الواحد». وأكد أن هناك «قضية أخرى تم رفعها ضد الزوج، إلا أنها تأخرت بسبب تغيير القاضي، وعقد القاضي الجديد جلسة خلال الفترة الماضية، وهو يدرس القضية حالياً، فيما تم تحديد جلسة أخرى أواخر الشهر الجاري». وكشف أن «محامي الأب اقترح عليّ التنازل عن القضية، والقبول بأي تسوية نراها مناسبة، إلا أننا رفضنا التنازل عن القضية، وطالبنا بأن يأخذ القضاء مجراه»، مؤكداً أن الحكم في حق الابن «دخل حيز التنفيذ، إذ قامت محافظة الأحساء بإرسال خطاب عاجل إلى الشرطة، يتضمن إحضار الابن، وتطبيق الحكم عليه على الفور».