يبدو أن حبة الأسبيرين باتت دواء لكل شيء، فهي مسكن للآلام، ومانع محتمل للجلطات، ومكافح مفترض للسرطان، وربما يفكر أحدهم أن مخترع الأسبرين هو عبقري، لكن الحقيقة هي أن البشر يستخدمونه منذ آلاف السنين. يقول الباحث كارول واتسون إن «الأسبيرين واحد من الأشياء الموجودة منذ وقت طويل وقبل حتى التجارب السريرية أو أي نوع من المعرفة العلمية». وعاد الأسبيرين إلى الواجهة أخيراً، بعدما نشرت دراسة في مجلة «لانسيت»، تفيد بأن حبة أسبرين يومياً يمكنها خفض مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 20 في المئة خلال 20 سنة. وكلمة «أسبيرين» لم تأت من فراغ، فهي مشتقة من كلمة «سبيرايا،» وهي فصيلة من الشجيرات تحتوي المصادر الطبيعية للمكونات الرئيسة للعقار وهي حمض الصفصاف. ويمكن العثور على هذا الحمض، والذي هو بمثابة الأسبيرين في العصر الحديث، في الياسمين والفول والبازلاء وبعض الحشائش مثل البرسيم، وأنواع أخرى من الشجيرات. ويقول مؤلف كتاب «الأسبيرين: قصة الدواء العجيب،» ديارمويد جيفريز إن قدماء المصريين استخدموا قشرة الصفصاف لمعالجة الآلام، لكنهم لم يعرفوا آنذاك أن ما كان يخفض درجة حرارة الجسم والالتهاب كان حمض الصفصاف». وأتت كتب الطبيب اليوناني أبقراط، على ذكر تلك المادة، وأوردت إن أوراق الصفصاف يمكنها تخفيف الآلام والحمى. وفي بدايات عام 1800، اكتشف باحثون في أوروبا حمض الصفصاف، وتمكن الصيدلي الفرنسي هنري ليرو من عزل مكوناته في عام 1829، بينما اكتشف هيرمان كولبي حمض الصفصاف الاصطناعي عام 1874، وفق ما نشره موقع «سي أن أن» الالكتروني العربي. أما الأسبيرين الذي نعرفه اليوم، فقد دخل حيز الوجود في أواخر عام 1890 في شكله الحالي، عندما استخدمه الكيميائي فيلكس هوفمان في باير في ألمانيا لتخفيف آلام الروماتيزم عن والده. وابتداء من عام 1899، بدأ توزيع مادة في شكل مسحوق لهذا العنصر يعطيه الأطباء للمرضى، وأصبح هذا العقار حديث الساعة، إلى بدأ يباع في شكل أقراص من دون وصفة طبية عام 1915.