وقع رئيسا الجمهورية اللبنانية ميشال عون والحكومة سعد الحريري خلال مؤتمر «الطاقة الاغترابية» الذي عقد أمس، في احتفالية غلبت عليها كلمات «التراث»، أول مرسوم لاستعادة الجنسية اللبنانية، من دون أن تكشف وزارة الخارجية عن عدد الذين سجلوا انفسهم حتى الآن طلباً لاستعادتها. وجرى تطبيق المرسوم باستعادة نزيه مخايل خزاقة الجنسية اللبنانية بعد قبول طلبه وهو يحمل الجنسية الأميركية. ووقعه عون والحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق. وكان تقدم بطلبه بواسطة قنصلية لبنان في نيويورك. عون وبدا المؤتمر في حال تناقض مع نفسه ولا سيما حين حذر الرئيس عون في كلمته من أن «يكون أبناء لبنان يهاجرون بحثاً عن وطن جديد وهوية جديدة». واعتبر عون في كلمة أمام مئات المغتربين الذين دعتهم الخارجية إلى لبنان للمشاركة في المؤتمر وهو الرابع من نوعه في بيروت وعقد في قاعة «بيال» أن «تاريخ لبنان مع الهجرة طويل ومؤلم، وهي ضريبة عاطفية تدفعها عائلاتنا منذ أن تحولنا إلى بلد يصدر أبناءه بدل أن يصدر إنتاجه. وهذا «ناقوس خطر يدق»، سائلاً: «لماذا يسعى أبناؤنا إلى وطن بديل ويضحون بهويتهم ويتوسلون هوية أخرى لا يربطهم بها شيء؟»، مؤكداً أنه «في الإجابات الصادقة عن هذه التساؤلات يبدأ بناء الدولة». وحضر الرئيسان أمين الجميل وميشال سليمان والرئيس حسين الحسيني ووزراء ونواب وشخصيات ديبلوماسية، وممثلو هيئات ونقابات وقطاعات اقتصادية وروحية واجتماعية، بمشاركة ألفي شخصية لبنانية منتشرة. ودعا عون المغتربين إلى «المساهمة في إعمار لبنان وازدهاره، فالوطن لا يبنى إلا بسواعد أبنائه، وورشة البناء انطلقت، ويقيني أن زنودكم ستشارك في وضع المدماك الأول». وقال: «لا تنسوا أبدًا أنكم تحملون إرث حضارة عظيمة. أنتم أبناء حضارة أعطت للصوت صورة وللصورة صوتاً، فاخترعت الحرف وخزنت الفكر والعلم وأمنت انتشارهما وتوارثهما حتى يومنا هذا». باسيل وخاطب وزير الخارجية جبران باسيل المدعوين بكلمات عاطفية مثل «أنكم هجرتم من أرض لبنان ولكنكم لم تهجروا لبنانيتكم»، و «أنكم رسل الله في ميدان الإنسان ورسل لبنان في ميادين العالم»، و «عودوا فنحن اليوم في قطار الجمهورية، يقود بنا رئيس ميثاقي، ويسلك بنا على سكة الميثاقية واللبنانية». ورأى أن هذه «ليس دعوة بل عودة»، ومزجها بمواقف تستعيد موضوع «الغرباء» إذ قال: «السؤال إذا كنتم تعودون إلى لبنان- الوطن، فيما يهجره أبناؤه المقيمون لشعورهم بأنه لم يعد لهم والأولوية فيه للغرباء عنه، مهجرين أو نازحين وافدين او موفدين، وفي هذا يصح أن نقول: «ويل لوطن إذا فضل المهجرين إليه على المهاجرين منه». وأعلن عن «بدء إعادة الجنسية لمن تقدم للحصول عليها من ساو باولو وبينوس أريس ومكسيكو ونيويورك ومن بيروت». وأكد أنه «يقاتل من أجل قانون انتخاب يتضمن ستة مقاعد لتمثيلكم بواحد عن كل قارة». وتحدث عن بدء العمل من أجل تعيين قناصل فخريين «في كل مدينة تتواجدون فيها»، ووعد ب «أن نملأ شواغر بعثاتنا ونؤمن ملحقين اقتصاديين وثقافيين في بعضها كما طلبنا أخيراً من مجلس الوزراء». وتحدث عن إنشاء «بيت المغترب، وأنهينا البيت الأسترالي والروسي، ونفتتح السبت معكم البيت الأميركي والإماراتي والبرازيلي والكندي، ونطلق أيضاً البيت المكسيكي والأفريقي الغربي والجنوبي، وبلدية صور تعلن عن تقديم أرض لبيت اغتراب». وأشار إلى «خريطة تكامل اقتصادي بين لبنان المنتشر والمقيم من خلال توقيع 12 غرفة لبنانية تجارية مختلطة، وها هي الماركات والفرانشايز اللبنانية تبدأ بالانتشار محال ومطاعم وفنادق ومصارف ومدراس وجامعات ومستشفيات. وأعددنا البنية التحتية للصندوق اللبناني الاغترابي استعداداً لانخراطكم فيه». وكان توالى عدد من المغتربين على الكلام: المرشح الرئاسي في جمهورية الدومينيكان لويس أبي نادر الذي حيّا «الجهود التي يبذلها باسيل في الوصول إلى المغتربين فكان أول وزير لبناني يزور الدومينيكان للمرة الأولي منذ أعوام». وقال عضو الكونغرس السابق نيك رحال إن «الولاياتالمتحدة قادت إلى جانب التحالف الدولي التحرك لمساعدة لبنان في خضم أزمة النازحين». وأكد أن «إرثي هو لبنان». ونوه ب «الروحية اللبنانية التي كانت أساساً لنجاحي في الكونغرس». واعتبر سائق «الفورمولا وان» في البرازيل فيليبي نصر، «أن وجوده اليوم للمرة الأولى في لبنان يعود به إلى حين قرر والده الهجرة إلى البرازيل، وإذ استطاع أن يكون من بين أفضل سائقي فورمولا وان في العالم، فإن شعوره بالفخر أنه لبناني الأصل لم يفارقه». وقالت وزيرة خارجية مدغشقر بياتريس عطالله إن مشاركتها على رأس الوفد الآتي من مدغشقر تشكل فرصة للتعرف إلى أفضل الممارسات والخبرات التي يقدمها لبنان.