أعرب وزير خارجية النروج بورغ براندي عن «ثقة بلاده بما تقوم به الحكومة اللبنانية من تقويم للسياسة المعتمدة في ملف النازحين السوريين الى لبنان». وأكد «التزامها دعم هذا البلد في تحمل هذه الأزمة وكشريك له لمواجهة التحديات في هذا الشأن». وكان الوزير النروجي الذي يزور لبنان التقى في السراي الكبيرة رئيس الحكومة تمام سلام وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين. ثم زار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي قال: ان هناك «خطراً حقيقياً وجدياً يواجهه لبنان وسورية اولاً جراء أزمة النازحين السوريين، وايضاً هناك إمكانية كبيرة لأن يصل هذا الخطر الى اوروبا في مرحلة ثانية». وأوضح باسيل: «شرحت للوزير براندي الظروف الصعبة التي تواجه لبنان جراء ازمة النازحين السوريين ونظراً الى تداعيات الازمة السورية ومنها بعض الجماعات الارهابية التي تعبث بأمن البلاد واستقرارها». وقال: «ناقشنا التعاون الثنائي بين بلدينا وإمكان تطويره من خلال مساهمة حكومة النروج في المؤتمر الذي سيعقد في 17 حزيران (يونيو) المقبل في روما لدعم الجيش اللبناني وقد وعد الوزير براندي بالمشاركة». وتوجه الى براندي بالقول: «نقدر تفهمكم للسياسة الجديدة التي ستعتمدها الحكومة اللبنانية حيال أزمة النازحين». بدوره أكد براندي «التزام بلاده جداً الشراكة التي تجمعنا مع لبنان»، وشكر الحكومة اللبنانية «على المسؤولية التي تحملتها باستضافة النازحين نتيجة للازمة في سورية»، وتوجه الى باسيل بالقول: «نحن ملتزمون حتى النهاية دعمنا لكم في تحمل مثل هذه الأزمة ونأمل بإيجاد حل سياسي في سورية في أقرب وقت لإنهاء المعاناة الإنسانية وأزمة النازحين». وزاد: «كانت النروج اول دولة تمول الصندوق الذي أنشأه البنك الدولي لمساعدة لبنان في خلال مؤتمر مجموعة الدعم الدولية التي عقدت في باريس وسنستمر في دعم الصندوق». وأضاف: «سنشارك في اجتماع روما لدعم الجيش كما أننا ندعم المؤتمر الثالث المزمع أن تستضيفه المانيا، وسنساهم في دعم لبنان كشريك لنا ونتعامل مع التحديات التي يواجهها مع وجود مليون لاجئ، إذ ان لبنان يتحمل المسؤولية عن العالم. وإزاء هذا الواقع لا يجب ان يترك لبنان يتحمل كل هذه المسؤولية وحده». وعن توجه لبنان نحو اقامة مخيمات للنازحين على الحدود السورية، أعرب عن اعتقاده أنه «في هذا الموضوع علينا الخوض في المزيد من التفاصيل، ولدي كامل الثقة بما تقوم به الحكومة من تقويم للسياسة المعتمدة في هذا الخصوص». وكان باسيل أشار خلال مؤتمر «الطاقة الاغترابية اللبنانية» امس ان «لبنان مهدد بوجوده اذا لم نعط الهوية للبنانيين المنتشرين في العالم». وقال: «لا أحد يستطيع ان يتصور ان دولة تحتضن 450 ألف فلسطيني ومليون ونصف سوري وتتخلى في الوقت نفسه عن ملايين اللبنانيين الأصيلين». وأشار الى ان «من واجب الدولة البحث عن من يستحق الجنسية اللبنانية لاعطائهم اياها». واعتبر ان «اللبناني المنتشر هو لبناني كامل اللبنانية، ويجب علينا اعطاؤه حقه، وذلك يكون عبر تمثيله في البرلمان اللبناني، وعبر تخصيص نائب او اكثر لكل قارة، وعبر تسهيل حقه في الاقتراع عبر ال»E-voting» او الظرف المختوم، ومن هنا اهمية تشكيل قوة ضغط سياسي لتمثيلهم». وإذ أشار الى ان «8 بلايين دولار سنوياً يحولها المغتربون الى لبنان»، لفت الى ان «احتضان الانتشار اللبناني يوجب علينا انشاء بنى تحتية اغترابية، فالإطار القانوني الجامع يجب ان يصدر لإنشاء المجلس الوطني للاغتراب، لانهاء الانقسام في الجامعة اللبنانية الثقافية حول العالم».