قتل 42 شخصاً على الاقل، غالبيتهم نساء ومسنون، وجرح أكثر من 70 آخرين، في هجوم نفذه انتحاري ارتدى زي امرأة تسلل وسط باكستانيين انتظروا نيل مساعدات أمام مخازن ل «برنامج الغذاء العالمي» التابع للامم المتحدة في بلدة خار باقليم باجور القبلي (شمال غرب) المحاذي للحدود مع افغانستان. في المقابل قتل الجيش الباكستاني 40 مسلحاً في عمليات لجنوده ساندتها مروحيات قتالية باقليم مهمند المجاور، كما احبط مخططاً لتفجير سيارة مفخخة في منطقة هانغو باقليم خيبر القبلي ايضاَ. وافاد شهود في خار ان أكثر من ألف شخص تجمعوا في ساحة أمام مخازن «برنامج الغذاء العالمي» لتلقي مساعدات شهرية، بعدما سمح الجيش بعودتهم الى الاقليم الجبلي من معسكرات لجأوا إليها العام الماضي اثر اطلاقه عمليات عسكرية ضد حركة «طالبان باكستان» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة». ولم توضح سلطات الأمن كيف تخطى الانتحاري الحواجز واجراءات الأمن المحيطة بالمركز الملاصق لمكتب المفوض السياسي في المنطقة، لكن خبراء في شؤون القبائل قالوا إن «التقاليد القبلية وطبيعة المجتمع المحافظ في المنطقة وتنكر الانتحاري بزي امرأة ربما سهلت وصوله دون كشف تزنره بحزام ناسف». وكان لافتاً اتهام السلطات عناصر «معادية لباكستان» لم تحددها بالوقوف خلف الهجوم الذي لم تتبناه «طالبان»، بخلاف ما حصل اول من امس حين اعلنت مسؤوليتها عن مهاجمة خمسة مراكز أمنية في مهمند، حيث باشر الجيش مطاردات واسعة رداً على مقتل 11 من جنوده. ويعزز ذلك الاعتقاد بعدم صلة الحركة بالتفجير الانتحاري. وابلغ حسن خان، الخبير في شؤون القبائل، «الحياة» ان عملية باجور «تهدف ربما الى زعزعة الاستقرار والأمن في باكستان، وإشغال الجيش في مناطق القبائل، مع الإيحاء للحكومة بأن بعض السكان لا يزال يتعاطف مع الجماعات المسلحة، وأن الجيش فشل حتى الآن في استئصال المسلحين من المنطقة، ما يطرح تساؤلات حول زعم الجيش تحقيق نجاحات في هذه المناطق». ورأى خان أن «جهات عدة تعمل على زعزعة استقرار باكستان، خصوصاً في ظل اعلان قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) نيتها الانسحاب من أفغانستان، والحاجة الى منع طالبان الأفغانية من الوصول إلى السلطة عبر إشغال إسلام آباد بمشاكل داخلية ومنعها من مساعدة أنصارها في أفغانستان». وفي السياق ذاته، قال وزير الانتاج الحربي السابق الجنرال طلعت مسعود إن «تزايد العمليات المسلحة في مناطق القبائل في هذا الوقت يعطي انطباعاً بأن ما أعلنه الجيش سابقاً عن نجاحه في القضاء على المسلحين في هذه المناطق أصبح موضع شك، وأن الجماعات المسلحة أعادت تنظيم صفوفها مستفيدة من أخطائها وتجاربها السابقة، ما يرغم الجيش على ملازمة هذه المناطق أو إعادة شن هجمات واسعة فيها تؤدي الى سقوط ضحايا كثيرين. كما سيرهق ذلك الموازنة ويؤجج عمليات الثأر والانتقام في مدن باكستانية عدة». الى ذلك، اعلنت مصادر باكستانية وافغانية أن إسلام آباد اعتقلت الدكتور نصير، نجل القائد الأفغاني الشيخ جلال الدين حقاني المتهم مع أبنائه بقيادة شبكة مقاومة للوجود الأميركي شرق أفغانستان. واوضحت المصادر الأفغانية ان نصير المتهم بجمع اموال ل «شبكة حقاني» والمقاومة الأفغانية انضم الى مجموعة مقاومين اختبئوا في منزل قرب مدينة خوست شرق افغانستان، واوقف من دون مقاومة وعثر في مخبأه على كميات ضخمة من الأموال والأسلحة. اما المصادر الباكستانية فاشارت الى اعتقال الدكتور نصير خلال قيادته سيارة على طريق بين بيشاور وميرانشاه باقليم شمال وزيرستان، وأن السلطات الباكستانية أبلغت الأميركيين بالأمر.