كشفت مصادر فلسطينية عن تحسن ملحوظ في العلاقة بين إيران وحركة «حماس». وقالت إن رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار لعب دوراً مهماً في تحسين هذه العلاقة، مشيرة الى تزايد الدعم المقدم من إيران الى الجناح العسكري للحركة. وأوضح مسؤولون في «حماس» أن الحركة مهتمة بتطوير علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، ومن ضمنها إيران. وكانت العلاقة بين «حماس» وإيران شهدت تدهوراً كبيراً بعد خروج قيادة الحركة من سورية وإقامتها في قطر عام 2011، ووقوفها الى جانب «الإخوان المسلمين» في سورية ضد النظام. لكن إيران حافظت على دعمها المقدم الى الجناح العسكري للحركة. على خط موازٍ، شهدت العلاقة بين السلطة الفلسطينيةوإيران أخيراً تدهوراً جديداً بعد هجوم شخصي شنه مسؤول إيراني كبير على الرئيس محمود عباس إثر قراره تقليص الإنفاق الحكومي على قطاع غزة. ووصف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام في تصريح، إجراءات السلطة في غزة بأنها تمثل «إجراماً بإيعاز أميركي وإسرائيلي». وقال إن الهدف من هذه الإجراءات هو «تطويع قطاع غزة»، مضيفاً أن «السلطة تشن حرباً بالوكالة ضد غزة، في خطوة غير مبررة، ولا يمكن القبول بها». وزاد: «أن السلطة ربطت مشروعها السياسي بالوجود الإسرائيلي، وهذا جعلها سيفاً مسلطاً على رقاب أبناء شعبها». وردت السلطة الفلسطينية بشدة على تصريحات المسؤول الإيراني، وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان نشر على موقع وكالة الأنباء الرسمية «وفا» إن «تصريحات المدعو حسين شيخ الإسلام، مساعد وزير الخارجية الإيراني، وتطاوله على الرئيس الفلسطيني ونضال الشعب الفلسطيني مرفوضة وغير مسؤولة». وأضاف: «لا يحق لمن ساهمت دولته في خلق الانقسام واستمراره التحدث عن فلسطين وشعبها». وحمّل إيران المسؤولية عن تدهور الأوضاع في غزة من خلال «تشجيعها على الانقسام... كما لا يجوز لمن وقعت دولته اتفاق الإذعان النووي التدخل بالشؤون الداخلية الفلسطينية والتطاول على رئيس دولة فلسطين، قائد حركة فتح التي قاتلت عشرات السنين كل أعداء الشعب الفلسطيني والأمة العربية، والتي حافظت على الثوابت الفلسطينية». ودعا إيران إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية. وهاجم السياسة الإيرانية في المنطقة العربية قائلاً إنها «ساهمت بتغذية الحروب الأهلية في العالم العربي»، ومعتبراً أنها «تتحدث بلغة لا تخدم سوى إسرائيل وأعداء الأمة العربية». وقال: «نطالب حكومة طهران بعدم السماح لمثل هذه التصريحات المسيئة للشعب الفلسطيني ونضاله وكفاحه لتحرير القدس والمقدسات». واختتم: «بدل أن تقوم طهران بتعزيز الموقف الفلسطيني في نضاله من أجل الاستقلال، فإنها تعمل على المس بإمكان مواجهة التحديات الكبيرة التي تهدد مستقبل فلسطين وشعبها والقدس ومقدساتها». وأصدر قاضي القضاة، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية الدكتور محمود الهباش بياناً مماثلاً هاجم فيه بشدة التصريحات التي صدرت عن شيخ الإسلام، وقال: «إن مثل هذه التصريحات ليست سوى خزعبلات وأباطيل تعبر عن سفاهة من تصدر عنه، وتزرع بذور الفتنة، ولا تقود إلا إلى مزيد من تعكير أجواء العلاقات الإيرانية- العربية». وأضاف: «الدور الإيراني في تقسيم الصف الفلسطيني معروف للجميع، وسعي القيادة الفلسطينية الى إعادة اللحمة إلى الجسد الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية هو هزيمة وانكسار لمساعي إيران ومخططاتها لتقسيم العالم العربي، وزرع بذور الفرقة التي يقف الشعب الفلسطيني أمامها سداً منيعاً ويرفضها بالمطلق». وقال إن «بعض المسؤولين الإيرانيين يحاول بشتى الطرق والوسائل العبث بالقضية الفلسطينية والتدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي عبر استغلال معاناة أهلنا في قطاع غزة بين مطرقة الحصار الإسرائيلي وسندان حماس التي تسيطر بالقوة المسلحة على 2 مليون فلسطيني في القطاع منذ 10 سنوات، على رغم معرفتنا أن آخر هم هؤلاء المسؤولين الإيرانيين هو معاناة القطاع».