يتفق سياسيون وعسكريون عراقيون على أن معركة «الثلث الأخير» من الموصل الذي ما زال «داعش» يسيطر عليه، تركز على الأحياء القديمة الأكثر صعوبة، إذ أحبط التنظيم سلسلة هجمات شنتها قوات الأمن، وينشط في الأنبار لإحباط خطط شركات أمنية خاصة تتولى حماية الطريق الإستراتيجي بين العراق والأردن. وقالت مصادر عراقية ل «الحياة» إن «المعركة في أحياء الموصل القديمة، خصوصاً تلك المحيطة بجامع النوري الذي أعلن من على منبره زعيم داعش أبو بكر دولة الخلافة، بالإضافة إلى منارة الحدباء التي تمثل رمز المدينة، هي الأخطر». وكانت منظمات إنسانية محلية ودولية حذرت من تزايد عدد الضحايا المدنيين في غرب الموصل نتيجة عمليات القصف الجوي وتحصن «داعش» في أزقة قديمة وضيقة. وأكدت المصادر أن «طبيعة دفاعات التنظيم لا تسمح بتقدم سريع للقوات، خصوصاً قوات مكافحة الإرهاب المكلفة اقتحام المدينة»، مشيرة إلى «فشل خمس هجمات شنها الجيش لتوسيع رقعة سيطرته في محيط الحدباء، وخسارته عشرات الجنود في هجمات إرهابية بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة وعمليات القنص». وقال وزير الدفاع عرفان الحيالي، خلال لقائه نائب رئيس البرلمان آرام شيخ محمد إن «المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش في الموصل لا تتجاوز 35 في المئة وهي فقط في الساحل الأيمن، والدواعش الآن محاصرون ويتحصنون داخل البيوت في الأزقة القديمة، وتحرير المدينة بالكامل ليس إلا مسألة وقت»، وأفاد، خلال زيارته الشطر الغربي للمدينة بأن الجيش «سيحقق الانتصار بأسرع وقت ممكن، والخطة الجارية تراعي موضوعي الاشتباك القريب وحماية المدنيين». وقال رئيس أركان الجيش الفريق الأول الركن عثمان الغانمي في تصريحات نقلتها صحيفة «الصباح» شبه الحكومية: «نتوقع أن تتم استعادة الموصل خلال ثلاثة أسابيع في أقصى حد»، وأضاف أن «مجموع ما يحتله داعش من مساحة البلاد الكلية أصبح لا يتجاوز نسبة 3.8 في المئة»، وزاد أن قوات الأمن «تعرضت ثلاث مرات لثلاث هجمات بمواد كيماوية، والتحالف الدولي لديه علم بذلك». إلى ذلك، شن «داعش»، خلال الأيام القليلة الماضية، هجمات منسقة استهدفت بلدات محررة في الأنبار، وشن هجوماً جديداً أمس على مدينة الرطبة الواقعة على الطريق الدولي بين العراق والأردن، حيث تتمركز شركات أمنية أميركية خاصة تم التعاقد معها لحماية الطريق. وأوضحت مصادر عراقية أن «التنظيم شن هجوماً على مقر سرية تابعة للفرقة الأولى في الجيش، غرب قضاء الرطبة»، وأضافت أن «مواجهات عنيفة وقعت في المقر، أسفرت عن قتل عدد من المهاجمين، وإصابة ثمانية جنود». وقال عبدالمجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي في اتصال مع «الحياة» إن «مسلحين من داعش فخخوا عدداً من منازل عناصر في الشرطة والحشد العشائري في ضواحي الرمادي المفتوحة ضواحيها على صحراء شاسعة تشكل خطراً حقيقياً يهدد المدينة»، وأشار إلى أن «قوات الأمن غير قادرة على ملاحقة الإرهابيين في هذه الصحراء لانشغالها بمعارك الموصل».