في وقت هددت جماعة «الإخوان المسلمين» بالنزول إلى الشارع للاحتجاج على نتائج انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، تبدأ غداً فعاليات المؤتمر السنوي السابع للحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر، والذي يستمر ثلاثة أيام، تحت شعار «علشان تطمّن على مستقبل ولادك». وتبدأ الأعمال التحضيرية للمؤتمر يوم السبت بعقد لجان المؤتمر ال 11 للتعرف على وجهات النظر المتنوعة في شأن المواضيع التي تهم المواطنين في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والتي يشارك فيها أعضاء المؤتمر وفقاً لاهتماماتهم وتخصصاتهم. ويسعى الحزب الوطني، على ما يبدو، إلى ترسيخ قيادته الحياة السياسية في مصر وتجاوز مرحلة انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) التي اكتسحها مرشحو الحزب ولاقت انتقادات حقوقية عدة واتهامات بتزوير النتائج لمصلحة مرشحي الحزب. وقاطعت جماعة «الإخوان المسلمين» وحزب الوفد، أكبر فصيلين معارضين في مصر، جولة الإعادة فيها بسبب «تجاوزات وانتهاكات» شهدتها العملية الانتخابية. وقال الأمين العام للحزب الوطني صفوت الشريف إن مؤتمر الحزب ينطلق من أن «الغالبية البرلمانية للحزب هي أمانة ومسؤولية، وأن أعضاء الهيئة البرلمانية (للحزب الوطني) سيتحملون تلك الأمانة بكل شرف واقتدار، وأن الحزب وحكومته سيواصلان الجهد والعمل لإثبات أن ثقة الشعب كانت في محلها»، مضيفاً أن «الحزب الوطني سيظل دائماً قريباً من آمال المواطنين واحتياجاتهم، وأن سياساته دائماً مع مصالح الغالبية الشعبية، وتهدف إلى الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين وحياتهم وتوفير المستقبل الآمن». ويبدأ المؤتمر أعماله بخطاب للرئيس حسني مبارك يطرح فيه رؤيته وتكليفاته للحزب في العام المقبل. وتعقد يوم الأحد الجلسة الأولى التي تشمل عدداً من التقارير تبدأ بكلمة الأمين العام صفوت الشريف ثم تقرير الأمين العام المساعد لشؤون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية الدكتور زكريا عزمي ثم تقرير أمين التنظيم المهندس أحمد عز. يلي ذلك الجلسة الثانية وموضوعها «سياسات الاستثمار والنمو والتشغيل» ويلقي فيها الأمين العام المساعد أمين السياسات جمال مبارك كلمته. وتعقد الجلسة الختامية للمؤتمر يوم الاثنين ويلقي فيها رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف كلمته ثم يلقي الشريف كلمة ختام المؤتمر. في غضون ذلك (رويترز)، قالت جماعة «الإخوان» إنها ستنزل إلى الشوارع بعد الانتخابات التي اعتبرت أنه تم «التلاعب» بها لاخراج ممثليها من البرلمان. وقال مرشد «الإخوان» محمد بديع إن الجماعة ستستخدم وسائل المعارضة السلمية ضد برلمان قال إنه لا يعكس قوة المعارضة المصرية الحقيقية أو إرادة الناخبين. وأضاف بديع في مقابلة مع «رويترز»: «في غياب المعارضة في البرلمان ... ستنتقل المعارضة إلى الشارع. النزول في الشارع ... لأن هذا حق للشعب المصري ولنا كفصيل منه». وأوضح: «سنلجأ إلى كل الوسائل السلمية كي يبطل هذا البرلمان». وذكر أن الجماعة ستنسق مع جماعات معارضة أخرى في احتجاجات ستكون «بكل الطرق القانونية والدستورية والشعبية». وفاز الحزب الوطني بعدد من المقاعد بلغ 420 من جملة 508 مقاعد في الانتخابات التي أُجريت في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) والخامس من كانون الأول (ديسمبر). وشغل «الإخوان» 86 مقعداً في البرلمان السابق ما أتاح لهم فرصة مهاجمة السياسة الرسمية. وانسحبت الجماعة من الجولة الثانية في الانتخابات حين لم تفز بأي مقعد في الجولة الأولى. لكن بديع قال: «هذه ليست انتخابات بها تزوير ... هذا تزوير مشوب بالانتخابات». وأضاف: «البرلمان سيشوّه صورة مصر وسيمرر قوانين ستضر بمصلحة مصر». وتخضع التظاهرات لرقابة صارمة في مصر حيث تسارع أجهزة الأمن إلى تفريق أي احتجاج قد يهدد النظام العام. وتطوّق الشرطة المحتجين لمنع المسيرات ما يجعل تنظيم الاحتجاجات الحاشدة تحدياً حقيقياً لمنتقدي الحكومة. ولدى سؤاله إن كان العصيان المدني على جدول أعمال جماعة «الإخوان»، قال بديع إن الجماعة لم تدرس هذا الخيار بعد. وأضاف: «ستظل هناك أنشطة تصعيدية».