يقدم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أسماء الوزراء الذين سيشغلون الوزارات الخدمية ووزارات الدولة التي لم يسم مرشحيها في حكومته الثانية الأحد المقبل، لكنه سيرجئ إعلان المرشحين للوزارات الأمنية الثلاث التي تولاها بالوكالة. وتضاربت التسريبات في شأن حسم أسماء مرشحي وزارتي الداخلية والدفاع. وقال مصدر مطلع ل «الحياة» إن «المالكي حسم أمره (أمس) باختيار عقيل الطريحي لوزارة الداخلية». وأضاف أن «المالكي اختار الطريحي من سبعة مرشحين، بينهم الوكيل الأقدم السابق للوزارة عدنان الأسدي، ومدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق فاروق الاعرجي، ومعاون رئيس أركان الجيش الفريق عبو كنبر، فضلاً عن وزير الداخلية السابق جواد البولاني». والطريحي هو من أعضاء الجناح الذي يترأسه المالكي في «حزب الدعوة» وكان يشغل منصب المفتش العام في الوزارة. وأكد المصدر أن «المالكي رفض مرشح القائمة العراقية لوزارة الدفاع فلاح النقيب، وطالب زعيمها اياد علاوي بتغييره وتقديم أكثر من اسم ليتسنى له المفاضلة بينهم»، لافتاً إلى أن «تأخر العراقية في تقديم مرشحيها لوزارة الدفاع هو ما يعطل تقديم أسماء الوزراء الأمنيين إلى البرلمان». ورجح أن يحتفظ شيروان الوائلي بمنصبه وزيراً للأمن الوطني. لكن النائب عن «ائتلاف دولة القانون» علي شلاه استبعد حسم أسماء المرشحين للوزارات الأمنية قريباً. وقال شلاه ل «الحياة» إن «المالكي مصر في شدة على أن يشغل الوزارات الأمنية أشخاص مستقلون وغير مرتبطين بأحزاب، وهذا ينطبق حتى على حزب الدعوة». وأضاف أن «الطريحي هو أحد المرشحين لوزارة الداخلية، ولم يحسم المالكي أمره». وأشار إلى أن «المالكي أمامه أكثر من سبعة أسماء مرشحة للداخلية ومثلها للدفاع»، لكنه رفض كشف أسماء المرشحين، مكتفياً بالتأكيد أن المالكي «يركز على قادة الجيش الذين يمتلكون الخبرة العسكرية ولهم مواقف وطنية مشهودة في دعم العملية السياسية وحمايتها من الأخطار، ومن المرجح أن يختار اثنين منهم للوزارتين بعد موافقة باقي الكتل». وأوضح أن «هناك اتفاقاً مسبقاً على أن يتولى الوزارات الأمنية غير متحزبين، وهذا أمر لا يقبل المساومة». وعن الوزارات الخدمية، أكد شلاه أنه «لم يتم حسم معظم الأسماء، إلا أنها ستحسم خلال اليومين المقبلين، وسيقدم المالكي جميع المرشحين للوزارات الخدمية ووزارات الدولة للبرلمان الأحد المقبل». بدورها، جددت «القائمة العراقية» تمسكها بمرشحها لوزارة الدفاع فلاح النقيب. وأكد النائب عن القائمة طلال الزوبعي في تصريحات صحافية أن «مرشح العراقية الوحيد لوزارة الدفاع هو فلاح النقيب، وهو شخصية كفء وسبق له أن عمل وزيراً للداخلية في حكومة اياد علاوي». لكنه اعتبر أن «خطورة الوضع العام في العراق وصعوبة السيطرة على الشارع تتطلبان من رئيس الوزراء مراجعة الأسماء جيداً وعدم الانجراف وراء المحاصصة»، داعياً المالكي إلى «التأني في اختيار المرشحين لشغل وزارتي الدفاع والداخلية». وشدد على أن «هاتين الوزارتين هما الركيزة الأساسية التي يتوقف عليها نجاح الحكومة». وبدأ وزراء جدد مباشرة عملهم، وتسلم وزير العمل والشؤون الاجتماعية الجديد القيادي في «التيار الصدري» نصار الربيعي مهام وزارته أمس من الوزير السابق محمود الشيخ راضي، فيما أعلنت وزارة النقل أن الوزير الجديد رئيس «منظمة بدر» هادي العامري سيتسلم منصبه في شكل رسمي الأحد المقبل. وتسلم وزير المال الجديد رافع العيساوي الوزارة أمس من وزيرها السابق باقر جبر الزبيدي. وصادق البرلمان الثلثاء الماضي على القسم الأول من التشكيلة الوزارية التي قدمها المالكي، وخلت من الوزارات الأمنية الثلاث وعدد من الوزارات الخدمية بينها التخطيط والكهرباء ووزارات الدولة إلى الأسبوع المقبل، على أمل أن تنهي الكتل السياسية ترشيحاتها ويقتنع المالكي بها ليقدمها إلى البرلمان.