قال متحدث باسم المعارضة السورية المسلحة إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما جديدا على المشارف الشمالية الشرقيةلدمشق يوم الثلاثاء واستعادوا مواقع كانوا قد فقدوها أمام الجيش في مطلع الأسبوع. وأضاف المتحدث أن المقاتلين يجتازون الآن تقاطعا بريا رئيسيا يؤدي إلى قلب المدينة. وقال وائل علوان المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن وهي الجماعة الرئيسية التي شنت الهجوم في تصريحات لرويترز "الساعة 5 صباحا بدأنا المرحلة الثانية واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا أمس منها." ولم يصدر تعليق من الجيش السوري الذي قال يوم امس الاثنين إنه استرد كل المناطق التي خسرها في شمال شرق دمشق إثر هجوم مباغت للمعارضة عند المدخل الاستراتيجي المؤدي لقلب العاصمة. ومثَّل التصعيد، الذي تحدث عنه شهود والتلفزيون السوري ومصادر من المعارضة، والمرصد السوري لحقوق الإنسان محاولةً من جانب المعارضة لتخفيف ضغط الجيش السوري على المناطق التي يحاصرها إلى الشرق من العاصمة. وشارك كل من الجيش السوري الحر المعتدل وجماعات توصف بالمتشددة في الهجوم على حيي جوبر والعباسيين، على بعد كيلومترين تقريباً إلى الشرق من أسوار المدينة القديمة بدمشق. وذكرت مصادر أن قوات المعارضة التي شاركت في الهجوم- وهي فيلق الرحمن وأحرار الشام وهيئة تحرير الشام (تقود الهيئة فتح الشام- جبهة النصرة سابقاً المنشقة عن القاعدة)، وفصائل أخرى تابعة للجيش الحر- بدأت الهجوم بتفجير عربتين مفخختين استهدفتا تجمعين للنظام على معملي السيرونيكس وكراش؛ مما أسفر عن تقدم المعارضة وسيطرتها على نقاط وعدة أبنية. وذكر التلفزيون السوري أن جيش النظام صدَّ محاولات تسلل من جانب مسلحي المعارضة، وقصفهم بالمدفعية فكبدهم خسائر فادحة. وقال شهود إن الجيش نشر دبابات في بعض الأحياء المجاورة وشوهدت القوات في دوريات راجلة. وقال ساكن من حي التجارة القريب، شريطة عدم الكشف عن هويته "الشوارع خالية، والجيش نشر عشرات القوات في الشوارع، ويجري تحريك الدبابات. دوي قذائف المورتر من جوبر لم يتوقف". وأفاد شاهد آخر، بأن معظم المحال أغلقت في المنطقة القريبة من القتال مع فرار الناس بعيداً عن الاشتباكات. وتردد دوي انفجارات عنيفة في خلفية بث مباشر للتلفزيون السوري من ساحة العباسيين، التي كانت يوماً تعج بالناس، لكنها بدت مهجورة وخالية من المارة والسيارات. وأعلنت فصائل المعارضة قطعها الطريق الدولي عند المدخل الشمالي للعاصمة، بعد هجوم هو الأعنف والأوسع منذ مطلع العام الحالي، كما أكدت فرض ما سمته سيطرة نارية على شارع فارس الخوري (وسط دمشق)، الواصل بين حي القابون وساحة العباسيين، أحد أبرز ميادين دمشق. كما تمكنت كتائب المعارضة من وصل أحياء القابون وبرزة وتشرين المُحاصرة بحي جوبر المتصل بالغوطة الشرقية، بينما ذكر الإعلام الحربي الموالي للنظام أن قواته صدت الهجوم.