حذر نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية دان مريدور حركة «حماس» من أن تضطر إسرائيل إلى تنفيذ عملية عسكرية على غرار عملية «الرصاص المسبوك» التي شنتها قبل عامين في حال تواصل قصف جنوب إسرائيل بالقذائف الصاروخية من القطاع، وقال إن إسرائيل لن تسلّم بوضع يتم إطلاق القذائف على جنوبها «بين الفينة والأخرى». وتابع في حديث للإذاعة الإسرائيلية أمس أن «حماس» «لا تقوم بعمل كاف» من أجل منع منظمات أخرى من قصف البلدات الإسرائيلية، و«نحن نرى فيها المسؤولة عن ذلك بحكم سيطرتها على القطاع». وأضاف إن إسرائيل ستواصل الرد فوراً وبصرامة على أي إطلاق للقذائف، مثلما فعلت في الأيام الأخيرة إلى أن يسود الهدوء التام الحدود مع القطاع. وقال مريدور إن الحرب الأخيرة على القطاع حققت الردع المطلوب «لكن تلك العملية (الرصاص المسبوك) لم تحل المشكلة ولم تنته الحرب بدحر حماس، كما لم ننجح في إعادة الجندي الأسير في القطاع غلعاد شاليت»، وهذا ما يستوجب برأيه مواصلة الاستعدادات الدفاعية والاستخباراتية والهجومية لمواجهة أي طارئ «وعلى الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعداً للسيناريوات المختلفة». وزاد أن إسرائيل منتبهة لحملة تسلّح «حماس»، و«عملنا مع مصر من أجل تخفيف حدة هذه الظاهرة، لكن نجاحنا لم يكن تاماً»، مضيفاً أن الحركة تمتلك اليوم أسلحة قتالية وآلاف الصواريخ والقذائف الجاهزة للإطلاق في حال اندلعت مواجهات عنيفة. وتابع إن إيران وسورية وجهات أخرى تواصل كل الوقت إمداد «حماس» بالأسلحة «ونحن نخوض معركة بعض جوانبها مكشوف وآخر خفي لمنع تهريب الأسلحة، لكن ما من شك أن القطاع يشكل تهديداً على إسرائيل، ورأينا ذلك من خلال اختراق صاروخ كورنيت المتطور إحدى الدبابات المدرعة». وأضاف: «لسنا في وضع لا سلم ولا حرب مع حماس، إنما هناك أخطار محدقة علينا أن نكون جاهزين لمواجهتها». وختم قائلاً إن إسرائيل ليست معنية بالبدء بعمل عدواني «وإذا حافظ الطرف الآخر على الهدوء، فما من داعٍ لمثله، ونرجو أن يتحقق الهدوء ... ومن جهتنا نقوم بما يلزم من اجل أن يدفع من يخرق هذا الهدوء الثمن»، مكرراً أن إسرائيل ترى في «حماس» مسؤولة بغض النظر عن هوية الجهات التي تطلق القذائف، «ونرجو أن لا نعود لنسخة ثانية من الرصاص المسبوك». من جهتها، أفادت الإذاعة العسكرية أمس انه على رغم التقديرات الاستخباراتية بأن «حماس» في قطاع غزة ما زالت ترتدع من احتمال تكرار عملية «الرصاص المسبوك» إلاّ أن أوساطاً عسكرية لا تنفي احتمال اشتعال الوضع على الجبهة الجنوبية «وخروجه عن السيطرة، وانفلات زمام الأمور إن عاجلاً أم آجلاً». وأعربت هذه الأوساط عن قلقها من امتلاك «حماس» صواريخ «كورنيت» التي اخترق أحدها قبل أسبوعين مصفحة إسرائيلية من نوع «مركافا 3». واعتبر معلقون عسكريون هذه الصواريخ «أسلحة مخلّة بالتوازن»، مستذكرين أنها شكلت التهديد الأكبر على الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على لبنان وقتلت 24 جندياً إسرائيلياً. واختلف معهم الجنرال في الاحتياط شموليك زكا الذي أشغل مناصب قيادية في الجيش الإسرائيلي قطاع غزة، بتصريحه للإذاعة بأن هذا الصاروخ «لا يغير جذرياً الوضع الميداني». وأضافت الإذاعة أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ الأسبوع المقبل بحماية دباباته المنتشرة في محيط قطاع غزة بواسطة نظام جديد مضاد للصواريخ طورته الصناعات العسكرية الإسرائيلية يسمح بحماية الدبابات ضد صواريخ «كورنيت». ونقلت الإذاعة عن قياديين عسكريين خشيتهم من أن يوقع إطلاق دقيق لصاروخ «كورنيت» على مبنى سكاني في إحدى البلدات الإسرائيلية المجاورة للقطاع، عدداً كبيراً من القتلى. وأضافت أنه جراء هذه المخاوف أقيمت أخيراً جدران شاهقة محصنة حول البلدات الإسرائيلية المهددة بالقصف، وأن ثمة أفكاراً لدى القيادة الجنوبية في الجيش بزرع غابات من الأشجار حول هذه البلدات لحجب الرؤية عن مطلقي الصواريخ. كما تخشى الجهات الأمنية احتمال إقدام «حماس» على استهداف خطوط السكك الحديد في مدينة بئر السبع في المقاطع المحاذية للقطاع وتوجيه قذائفه الصاروخية على قطارات محملة بالركاب. وثمة أفكار بأن يتم بناء أسوار شاهقة محصنة حول الخط الحديدي، أو أن يكون مسار القطار داخل أنفاق.