أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد بن سعيد آل جابر، أن إيران كانت تخطط للسيطرة على اليمن بهدف تقوية تنظيمي «داعش» و«القاعدة» كما فعلوا في العراق وسورية، ثم يدعون محاربتهم للتنظيمات الإرهابية أمام المجتمع الدولي، ذريعة لحصولهم على دعم وتأييد دولي. وشدد في لقاء تلفزيوني - بحسب وكالة الأنباء السعودية - على أن عاصفة الحزم انطلقت لإيقاف ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من تدمير الشعب اليمني واستئصال تنظيمي «داعش» و«القاعدة» من اليمن، ودعم الحكومة الشرعية وحمايتها من الدخول في حرب أهلية لا تنتهي، بسبب التدخلات الإيرانية الهادفة إلى تدمير نسيج الشعب اليمني اجتماعياً وإنسانياً واقتصادياً، مشيراً إلى أن الانقلابيين عندما استولوا على صنعاء سارعوا إلى فتح المجال الجوي مع طهران بهدف جلب السلاح والذخيرة والمدربين. وأشار إلى أن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان شدد خلال استقباله شيوخ القبائل اليمنية على أن الهدف من «عاصفة الحزم» هو المحافظة على عروبة اليمن وأصالته التاريخية، فيما أيد شيوخ القبائل قيادة المملكة قوات التحالف، مبدين استعدادهم لبذل الغالي والنفيس للمحافظة على إعادة الشرعية وتمكين الإنسان اليمني من وجود دولة قادرة على الحفاظ على أمنه واستقراره. وحول انتهاكات الحوثي لحدود المملكة، أوضح آل جابر أن الحوثيين أقاموا مناورة عسكرية على حدود المملكة عندما استولوا على صنعاء، وحاولوا التسلل داخل أراضي المملكة وإطلاق القذائف لاستهداف المراكز الحيوية والمواطنين، أبرزها كان استهداف قبلة المسلمين مكةالمكرمة. وتحدث سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن عن الدور المحوري الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تجاه الشعب اليمني، مشيراً في هذا السياق إلى أن المركز صرف أكثر من 600 مليون دولار وقدم الكثير من الحاجات للشعب اليمني، إضافة إلى 247 مليون دولار صرفت عن طريق المنظمات الدولية، كما أن المملكة سهلت لليمني الهارب من الميليشيا إمكان دخول المملكة والعيش بجوار المواطنين والمقيمين، إضافة إلى منح نصف مليون يمني فرصة الحصول على إقامة، وتحويل إقامته من مقيم غير شرعي إلى مقيم شرعي. وتطرق في حديثه إلى بداية الأزمة اليمنية، مشيراً إلى أن ميليشيا الحوثي استخدمت اتفاق السلم والشراكة التي اقترحوها بعد دخولهم صنعاء، بهدف التمدد في المحافظات اليمنية وتنفيذ اتفاقهم مع المخلوع صالح للانقلاب على الشرعية. وكشف عن أن اليمنيين في حوارهم الوطني اتفقوا على كثير من القضايا بدعم من المجتمع الدولي ومحاولة معالجة القضايا المختلفة، من ضمنها قضية صعدة، والقضية الجنوبية، وكثير من القضايا الأخرى المهمة، إلا أن الحوثيين وصالح كانت لهم أجندتهم الخاصة لخدمة إيران وإشاعة الفوضى. وأكد آل جابر أن ميناء الحديدة أصبح مركزاً رئيساً لتهريب الميليشيا للمسلحين والذخيرة عن طريق الزوارق الصغيرة في البحر الأحمر، أو من السفن العالقة التي تخالف التعليمات المتعلقة بميناء الحديدة، لافتاً إلى أن سكان المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا يمرون بظروف إنسانية صعبة، بسبب ممارسات الحوثيين القمع وفرض الضرائب على البضائع التي تأتي من الميناء لتصل إلى صنعاء أو المحافظات الأخرى، كعمران وصعدة. وفي سياق رده على اتهام المخلوع صالح المملكة بأنها تشن الحرب بهدف تدمير اليمن، أوضح السفير آل جابر أن هذا الاتهام كذب وافتراء وادعاء باطل تثبته الحقائق والوقائع، موضحاً أنه خلال فترة حكم علي عبدالله صالح دعمت المملكة اليمن في مختلف المجالات، الأمنية والعسكرية والاقتصادية والبنية التحتية. وقال: «قبل الثورة كان الهدف الرئيس هو مساعدة اليمن اقتصادياً وتحقيق الأمن والاستقرار فيه، إذ تبرعت المملكة بمبلغ 2,5 بليون دولار خلال مؤتمر أصدقاء اليمن الذي كان في لندن، وكان الرئيس اليمني وقتها علي عبدالله صالح».