هددت فنزويلا بالانسحاب من منظمة الدول الأميركية، بعدما انتقدت دول أعضاء تعامل حكومتها مع اضطرابات سياسية أوقعت 26 قتيلاً في الأسابيع الأخيرة. وقالت وزيرة الخارجية الفنزويلية ديلسي رودريغيز إن الرئيس نيكولاس مادورو أمرها ببدء تدابير الانسحاب من المنظمة (مقرّها واشنطن)، إذا عقد وزراء خارجية دول المنظمة اجتماعاً في شأن فنزويلا، من دون موافقة حكومته. وقال رودريغيز: «لن نواصل السماح بانتهاكات قانونية ومؤسساتية تعسفية وتتجاوز أي حدود معنوية وأخلاقية وشرعية، على دول المنظمة الاقليمية احترامها». وأتت تصريحات الوزيرة قبل ساعات من اجتماع المبعوثين الى المنظمة، لمناقشة اقتراح طرحته المكسيك والبرازيل والولايات المتحدة و13 دولة أخرى، لعقد اجتماع خاص لوزراء الخارجية لمناقشة «الوضع» في فنزويلا. الى ذلك، نددت رئيسة النيابة العامة الفنزويلية لويزا أورتيغا دياز بالاضطرابات، متعهدةً محاسبة جميع المسؤولين وداعية الجانبين الى «خفض درجة المواجهة» بينهما. وأضافت: «وفاة شخص تؤذي كثيراً، سواء كان مع الحكومة أو المعارضة. أريد أن أعبّر عن رفض شديد للعنف، بوصفه ذراعاً للعمل السياسي. يجب ألا تقودنا السياسة الى حرب». وقُتل 26 شخصاً وجُرح أكثر من 400 وأوقف حوالى 1300، خلال صدامات اندلعت منذ جرّدت المحكمة العليا الشهر الماضي البرلمان من سلطاته، علماً أن المعارضة تسيطر عليه. وكانت أورتيغا دياز شجبت قرار المحكمة، معتبرة انه يشكّل «قطعاً» مع النظام الدستوري. وتراجعت المحكمة عن قرارها جزئياً، بعد انتقادات دولية عنيفة. وتحدى مادورو المعارضة، اذ أدى أغنيات شعبية ثورية قبل إلقائه خطاباً أمام أنصار له، قائلاً انه مستعد ل «التضحية بحياته» لمتابعة السياسات الاشتراكية التي اعتبر أن هدفها مساعدة الطبقة العاملة وحمايتها في فنزويلا. وزاد: «ليس هناك سوى مصير واحد لفنزويلا: انتصار الثورة».