أوكلت قيادة العمليات في بغداد مهمة حماية الكنائس الموزعة في مناطق محددة من بغداد الى قادة القواطع الامنية في جانبي الكرخ والرصافة، فيما قرر المسيحيون في كركوك الغاء احتفالات الميلاد بعد تلقي كبير الاساقفة في المدينة تهديدات من تنظيم «القاعدة». وقال الناطق باسم قيادة العمليات اللواء قاسم عطا في تصريح الى «الحياة» انها «وضعت خطة محكمة لتأمين الحماية الخاصة بالكنائس واحتفالات الطائفة بأعياد رأس السنة الميلادية وستشهد المناطق التي تحتضن بعض الكنائس انتشاراً مكثفاً للقوات الامنية». وأضاف ان «الاجراءات الامنية لن تشهد اغلاق الشوارع او تحويل بعض مسارات الطرق الرئيسية». وأكد ليث توما من اهالي حي الصناعة ذي الغالبية المسيحية ان «معظم الأسر لم تتهيأ بما يتناسب والأعياد كونها ما زالت تلتزم الحداد على الارواح التي ازهقت خلال العملية التي ضربت كنيسة سيدة النجاة في الكرادة» (وسط بغداد). وأضاف ان «القداس الذي سيقام في كنائس العراق عموماً وفي بغداد خصوصاً، سيكون مقتضباً يقتصر على تأدية الصلوات الخاصة بالمناسبة فقط، احتراماً لمشاعر عائلات ذوي ضحايا سيدة النجاة، الى جانب التضامن مع الاخوة الشيعة الذين يعيشون طقوساً حزينة في ذكرى عاشوراء، فضلاً عن حرص القساوسة على امن وسلامة المسيحيين». وقال مدير منظمة العفو في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مالكوم سمارت في بيان إن «الهجمات على المسيحيين والكنائس قد تضاعفت خلال الاسابيع الماضية ونخشى ان يحاول المسلحون شن حملة جديدة خلال اعياد الميلاد لتحقيق دعاية اكبر ولإزعاج الحكومة». وأضاف: «ندين وبشدة هذه الهجمات التي تشنها جماعات مسلحة ضد المدنيين وندعو الحكومة العراقية الى توفير مزيد من الحماية خصوصاً للمجموعات الاثنية والدينية الضعيفة». الى ذلك، اعلن رئيس اساقفة الكلدان في كركوك امس الغاء الاحتفالات بعيد الميلاد هذا العام في المدينة والاكتفاء بالصلاة اثر تلقيه تهديدات من تنظيم «القاعدة». وقال انه «تلقى تهديداً عبر بريده الالكتروني مما يعرف بوزارة الحرب في دولة العراق الاسلامية». وأضاف ان «المسيحيين قرروا عدم الاحتفال بالعيد والاكتفاء بالصلاة التي لن تكون مثل كل عام ليلا بل ستكون في العاشرة صباحاً وسط اجراءات امنية». وجاء في الرسالة التي وقعها «الوزير» الإسلامي «لقد قرأتم الرسالة بشكل خاطئ واصابكم العمى في مطالب المجاهدين وهذا سيكلفكم ثمناً غالياً جداً». وأضاف «اذا استمريتم في استعداء المسلمين واخترتم تحدي المجاهدين حتى لو بقي اثنان من المجاهدين، لتفرغا لقتالكم، لذلك كان عليكم الاصغاء لمطالبنا». وطالبت الرسالة المسؤولين المسيحيين ب «لتبرؤ علناً من ارباب الكنيسة المصرية في حرب اخواننا واخواتنا ممن دخلوا الاسلام والتنكيل بهم، وان تظهروا سعيكم بالضغط على تلك الكنسية لبيان حيال اخواتنا واطلاق سراحهن كما فعلتم جاهدين لإنقاذ طارق عزيز من حبل المشقنة». ودعت الرسالة رجال الدين المسيحيين إلى ان «يلتزموا صوامعهم واديرتهم واعمالهم»، وان يبتعد «اتباع الكنسية عن الانغماس في مشروع الاحتلال وحلف الشيطان بين الرافضة والصليبيين في بغداد». وقال ساكو ان المسيحيين «سيدعون في صلاتهم هذا العام مثل كل عام الى ان تعم حال الامن والامان في العراق وان يتجاوز الظروف التي يمر بها حالياً للحفاظ على وحدة اراضيه وانه على رغم ان الوضع في مدينة كركوك يشهد هدوءاً نسبياً، لكن تحدث بين فترة واخرى بعض المحاولات».