أعلنت سيول أن بيونغيانغ نفذت تدريبات ضخمة بالذخيرة الحية، إحياءً للذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس جيشها، فيما نفذت مدمرتان أميركيتان تدريبات متزامنة مع سفن كورية جنوبية ويابانية، ورست غواصة أميركية في كوريا الجنوبية. وأفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء بأن كوريا الشمالية نشرت نحو 400 قطعة مدفعية بعيدة المدى في منطقة «وونسان» على الساحل الشرقي، حيث نُفذت التدريبات بالذخيرة الحية أمس. ونقلت عن مصدر حكومي ترجيحه إشراف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على التدريبات، فيما أعلنت رئاسة الأركان الكورية الجنوبية أن «جيشنا يتابع عن كثب تحرّكات الجيش الكوري الشمالي». وقال الجنرال باك يونغ سيك أمام آلاف من المسؤولين العسكريين والمدنيين البارزين في الدولة الستالينية إن «الوضع في شبه الجزيرة الكورية متوتر جداً، حيث أن حرباً نووية قد تنشب بسبب تدريبات حربية محمومة ينفذها الإمبرياليون الأميركيون وقواتهم البحرية العدوانية». وأحيت وسائل إعلام كورية شمالية الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الجيش، مؤكدة انه مستعد ل «إنهاء تاريخ التآمر والابتزاز النووي الأميركي». ووَرَدَ في افتتاحية لصحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم حزب العمال الشيوعي الحاكم: «لا حدّ للقوة الضاربة لجيش الشعب المسلّح بمعدات عسكرية حديثة ومتطورة، بما في ذلك أسلحة نووية دقيقة ومصغّرة وصواريخ باليستية تطلق من غواصات». تزامن ذلك مع وصول غواصة «ميشيغان» الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية، الى ميناء «بوسان» الكوري الجنوبي، في زيارة اعتُبرت روتينية، لن تتخللها مناورات. يأتي ذلك في وقت تتّجه فيه حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس كارل فنسون» ومجموعتها الهجومية صوب مياه شبه الجزيرة الكورية، لتنفيذ تدريبات مع بحرية الشطر الجنوبي. وأعلن الأسطول السابع الأميركي أن مدمرتين اميركيتين تنفذان تدريبات بحرية متزامنة مع سفن كورية جنوبية ويابانية. وأشارت البحرية الكورية الجنوبية الى أنها نفذت تدريبات بالذخيرة الحية مع المدمرتين الأميركتين في غرب شبه الجزيرة الكورية، مضيفة انها ستنضم قريباً الى المجموعة الهجومية التي ترافق حاملة الطائرات الأميركية. الى ذلك، قال جوزيف يون، المبعوث الأميركي الخاص بكوريا الشمالية، إن كل الخطوات للتعامل مع بيونغيانغ ستُتخذ بالتنسيق والتشاور مع شركاء واشنطن. واعتبر بعد لقائه نظيريه الياباني والكوري الجنوبي في طوكيو، أن «على الصين أن تؤدي دوراً مهماً جداً» في كبح حليفتها كوريا الشمالية. وأشار المبعوث الياباني كينجي كاناسوغي الى أن الدول الثلاث اتفقت على ضرورة أداء بكين دوراً حاسماً لتسوية الأزمة، معتبراً انها يمكن أن تستخدم حظر النفط للضغط على بيونغيانغ. وأعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير ريكس تيلرسون سيرأس بعد غد اجتماعاً وزارياً خاصاً في مجلس الأمن، في شأن كوريا الشمالية. وسيعقد تيلرسون ووزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس ومدير الاستخبارات القومية دان كوتس ورئيس أركان الجيوش الأميركية جوزيف دانفورد اليوم، جلسة قصيرة في مجلس الشيوخ في هذا الصدد. واعتبرت وزارة الخارجية الكورية الشمالية أن هذه الاجتماعات تعكس ضغطاً أميركياً يمكن أن «يشعل حرباً شاملة» في شبه الجزيرة الكورية.