نشطت العجلة السياسية الإيطالية في اليومين الماضيين على خط تفعيل دورها مع حلفائها وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة لحل الأزمة الليبية، نظراً لتأثيرها الكبير في استقرار الوضعين الإقليمي والدولي، وأعلن وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي أن إيطاليا ستسلّم البحرية الليبية 10 زوارق قبل منتصف شهر حزيران (يونيو) المقبل، لدعم جهدها في علميات مكافحة تهريب المهاجرين. وقال الوزير الإيطالي خلال حضوره حفل تخرج دفعة من عناصر خفر السواحل الليبي في قاعدة غائيتا العسكرية: «إن البحرية الليبية ستكون الأكثر هيكلية في شمال أفريقيا والأقوى لمواجهة تهريب البشر».ومنح الوزير الإيطالي شهادات للعسكريين الليبيين الذين أنهوا دورة تدريبية، وأشار إلى أن 19 آخرين سيباشرون دورةً مماثلة الأسبوع المقبل. وأوضح مينيتي أن البحرية الليبية ستكون قادرة عند انتهاء الدورات التدريبية على قيادة وتنسيق عمليات مكافحة التهريب، مؤكداً أن «استقرار ليبيا ومكافحة الإرهاب وتهريب البشر هما وجهان لعملة واحدة». من جهة أخرى، قلل مسؤولون إيطاليون أول من أمس، من شأن تلميحات إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قابل مساعي رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني لإقناع واشنطن بالقيام بدور أكبر لتحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا بالصدّ. واجتمع جنتيلوني مع ترامب في البيت الأبيض الخميس الماضي، وأبلغ الصحافيين إنه يسعى إلى الحصول على دعم للمساعدة في التعامل مع البلد الذي انزلق إلى الفوضى بعد سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وقال جنتيلوني في مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب: «الدور الأميركي في هذا حيوي جداً». ورد الرئيس الأميركي على الفور: «أنا لا أرى دوراً في ليبيا. أظن أن الولاياتالمتحدة لديها الآن ما يكفي من الأدوار». وقال معلقون إيطاليون إن ترامب نحى جانباً في ما يبدو طلب جنتيلوني للمساعدة، لكن صحافيين تابعوا المؤتمر قالوا إن ترامب لم يكن يستمع إلى الترجمة الفورية عندما أدلى جنتيلوني بتعليقه. وذكر مسؤول مقرب من رئيس الوزراء الإيطالي أن الاجتماع سار في شكل جيد. وقال المسؤول: «لم يكن هناك أي صد على الإطلاق»، مضيفاً أن ثلثي محادثات الزعيمين ركزت على ليبيا. وكدليل على المشاركة الأميركية في ليبيا، قال مسؤولون إيطاليون إن واشنطن دعت فائز السراج الذي يرأس حكومة تدعمها الأممالمتحدة في طرابلس، والمشير خليفة حفتر القائد العسكري البارز في شرق ليبيا، إلى محادثات في العاصمة الأميركية واشنطن في وقت لاحق هذا العام. وقال جنتيلوني في كلمة ألقاها في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن الخميس قبل اجتماعه مع ترامب: «حان الوقت لأن تعمل الولاياتالمتحدةوإيطاليا معاً من أجل استقرار الوضع وتوسيع الدعم لحكومة طرابلس ليشمل فاعلين آخرين. تقسيم ليبيا ليس فكرة صائبة. إنه سيكون خطيراً على مصر وخطيراً على تونس وعلى مصالح أوروبا». وأضاف أن دول حلف شمال الأطلسي بما في ذلك الولاياتالمتحدة عليها مسؤولية خاصة تجاه ليبيا، قائلاً إن تدخلها العسكري عام 2011 أدى إلى التخلص من القذافي لكنه جلب الفوضى والعنف. وقال جنتيلوني: «كان من الواضح أنه تدخل افتقر إلى رؤية أو منظور للمستقبل». وتشعر إيطاليا بقلق من أن الولاياتالمتحدة ربما تلقي بثقلها في نهاية المطاف خلف حفتر تحت إلحاح من مصر التي تدعمه للتصدي للمتشددين.