كان الطالب تشارلي غيلمور هو «واجهة» الطلاب «المشاغبين» في التظاهرات العنيفة التي شهدتها لندن الخميس الماضي احتجاجاً على زيادة رسوم الجامعات. فقد التقطته كاميرات وسائل الإعلام وهو «يتأرجح» بالعلم البريطاني المعلّق على نصب «القبر الأجوف» الذي يخلّد ذكرى ضحايا الجنود البريطانيين وجنود دول الكومنولث البريطاني في وسط العاصمة لندن. لكن غيلمور (21 سنة) لا يبدو أنه من الطلاب الممكن أن يتضرروا أكثر من غيرهم بفعل زيادة رسوم جامعته. فهذا الشاب الذي يدرس حالياً في سنته الثانية في جامعة كمبريدج، ينتمي إلى عائلة ثرية تُقدّر ثروتها بملايين الجنيهات. فديفيد غيلمور، زوج أمه وأبوه بالتبني، هو عازف الغيتار المشهور في فرقة «بينك فلويد» والذي تُقدّر ثروته حالياً ب 78 مليون جنيه (هو الرقم 861 على لائحة «الصنداي تايمز» لأثرياء بريطانيا). وعلى رغم أن تشارلي غيلمور نشأ في هذه العائلة الثرية، إلا أنه لم ينجُ على ما يبدو من التأثر بالأفكار اليسارية. فقد جرّب حظّه في عالم الصحافة إذ كتب نقداً موسيقياً في صحيفتي «الغارديان» و «الأوبزرفر» اليساريتين، كما جرّب عروض الجمال (يعمل لمصلحة وكالة عرض). وهو قال في مقابلة صحافية إنه تربى دائماً تربية مترفة، وإن والديه وعداه بشراء بدلة فاخرة إذا ما تمكن من دخول جامعة كمبريدج. وعندما دخل تشارلي الجامعة «خيّطا بدلتين... بدل الواحدة» كما قال.