رد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على ما سمي «العراضة» التي نفذها «حزب الله» في الجنوب أول من أمس، بتنظيمه زيارة لوفد إعلامي إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل وظهور عناصر له بالثياب العسكرية يشرحون المواقع الإسرائيلية المقابلة، بزيارة هي الأولى يقوم بها رئيس للحكومة إلى المواقع الأمامية الجنوبية، فشدد على أن «الجيش اللبناني وحده المكلف حماية الحدود والذي يدافع عنا بصفته القوة الشرعية التي لا قوة فوق سلطتها ولا أجندة في لبنان خارج هذه الأجندة». وقال الحريري: «آن الأوان أيضاً أن تفهم إسرائيل ضرورة الانتقال إلى وقف إطلاق نار دائم، فمنذ 11 سنة ونحن على الموال نفسه، ولم يحصل شيء». (للمزيد) يذكر أن ما جرى تطبيقه من القرار الدولي منذ وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 هو وقف الأعمال العدائية ولم يحصل وقف دائم للنار، الذي يطالب به لبنان. وكان ظهور مقاتلين بالثياب العسكرية يعرضون للإعلاميين التحصينات العسكرية ونشر صور عن مقاتل من «حزب الله» يحمل على كتفه قاذفاً صاروخياً في منطقة الناقورة، اعتُبر خرقاً للقرار الدولي الرقم 1701، ما استدرج ردود فعل استنكرت تصرف الحزب، أبرزها من «تيار المستقبل» الذي يتزعمه الحريري، ورئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع. وهو ما دفع الحريري إلى زيارة مقر قيادة القوات الدولية (يونيفيل) في الناقورة والقيام بجولة سلكت تقريباً الخط نفسه للجولة التي نظمها «حزب الله» للإعلاميين يوم الخميس. وقالت مصادر رسمية إن ما قام به الحزب أوحى بأن لا دولة في الجنوب وأن لا التزام بالقرار 1701، وهو أراد تأكيد وجود الدولة، خصوصاً أن وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون رافقاه فيها، وعلى التزام لبنان القرار الدولي، الذي ينص على منع المظاهر المسلحة جنوب نهر الليطاني حتى الحدود. وقال الحريري رداً على سؤال حول قول «حزب الله» إن الهدف من الجولة الإعلامية تأكيد الجاهزية حيال التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان: «ما حصل بالأمس (أول من أمس) هو أمر، نحن كحكومة، غير معنيين به ولا نقبل به بكل صراحة. لذلك أتيت إلى هنا لأؤكد أن دورنا كحكومة الحفاظ على القرار 1701». وأشار إلى الخلافات مع الحزب حول أمور عدة منها هذا الأمر، لكنه لفت إلى أن «وجودي هنا لأؤكد أن البيان الوزاري الذي أقررناه في المجلس النيابي ننفذه في الجنوب بالشكل الذي تم إقراره». وشكر «يونيفيل» والدول التي يشارك جنودها في عديدها وامتدح دور الجيش اللبناني في حفظ الوضع في الجنوب. ومساء عبّر قائد «يونيفيل» اللواء مايكل بيري «عن تقديره العميق للتعاون الممتاز الذي أبدته حكومة لبنان والقوات المسلحة اللبنانية لناحية تنفيذ ولاية اليونيفيل وفقاً للقرار 1701. ولفت إلى أن التعاون بين «يونيفيل» والقوات المسلحة كان حاسماً لحفظ الاستقرار على طول الخط الأزرق منذ أكثر من 10 سنوات». وأثنى بيري على الحريري «لتأكيده مجدداً التزام لبنان القرار 1701 والوقف الدائم لإطلاق النار». وقال: «نحتاج حقاً للوصول إلى نقطة نناقش فيها وقف إطلاق نار دائم، والتأكد من أن هذا المصطلح يدخل في المعجم وننتقل إلى تسوية حقيقية».