أحيا الموسيقار اليوناني العالمي ياني في الكويت، للمرة الأولى، أمسيتين تاريخيتين بدار الاوبرا الكويتية أمس وأول من أمس. ومثلما حدث مع حفلتي النجمين السعوديين عبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد، فقد نفدت تذاكر حفلتي ياني في وقت قياسي، نظراً إلى تسابق محبيه إلى الحجز لمشاهدته والاستماع إلى عزفه. ولم يقتصر حجز التذاكر على محبي الموسيقى وعشاق الفنان، بل برز الباحثون عن الربح المادي، فحجزوا أكبر عدد ممكن من التذاكر، وباعوها في السوق السوداء ووصل سعر التذكرة إلى 600 دينار (تقريباً 1900 دولار). وكان الفنان عقد مؤتمراً صحافياً في مركز جابر الأحمد الثقافي «دار الاوبرا الكويتية»، عبّر خلاله عن سعادته بوجوده في الكويت ولقائه الجمهور فيها، وقال انه يرافقه في الحفلات 15 عضواً من الموسيقيين العالميين لأداء معزوفات يعرفها محبوه، إضافة الى مفاجآت عدة يقدمها على المسرح. وأكد ياني أنه يحب الثقافات العربية آملاً بتقديم مقطوعة تضم معزوفات عربية في الحفلات التي سيقيمها في الدول العربية مستقبلاً. كما عبّر عن رغبته في العودة الى الكويت العام المقبل، مؤكدا أنه مستمتع بالاستقبال الحافل الذي لمسه منذ لحظة وصوله. وأشار الى انه انبهر بمبنى الاوبرا وبالمدة القصيرة التي أنجز فيها هذا المشروع، موضحاً أن أول ما فعله عند دخوله للاطمئنان هو التصفيق ليتأكد من صلاحية المكان لإقامة حفلة كبيرة كهذه. وعن رأيه في الجمهور العربي الذي شاهده وحضر حفلاته في الفترة الأخيرة، أكد الموسيقار العالمي أن الفرق بين الجمهور العربي والغربي هو الدفء الذي يجده في الحفلات. وأضاف: «الجمهور العربي لا يجعلني أخشى تقديم شيء لأنني على يقين بأنه سيعجبه ما أقدم، وأكد في السياق نفسه ان هذا هو الفارق بين تقديم الحفلات المباشرة ولقاء الجمهور وبين طبعها على الأسطوانات المدمجة والتي تكون مهمتها فقط تخليد هذا العمل ليس أكثر. والمعروف ان ياني استطاع أن يضع نفسه بين أهم وأشهر الموسيقيين في العالم على مر العصور، موسيقاه المتعددة الثقافات تمثل مزيجاً مدهشاً من الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز مع الموسيقى الناعمة، ولا تخلو من لمسة شرقية، كما تخاطب كثيراً من الشعوب والأعراق. وظهرت موهبته الموسيقية الفذة وهو في السادسة من عمره، حين بدأ العزف على البيانو في هذه السن المبكرة، والغريب أنه لم يأخذ دروساً في البيانو او النوتة الموسيقية. أصدر ياني ألبومه الأول عام 1980 وهو الألبوم الذي لفت الأنظار إلى موهبته الموسيقية، وبدأ منتجو هوليوود التعامل معه لوضع موسيقى العديد من الأفلام. وجاءت ضربته الكبرى من خلال ألبوم «ياني لايف في الأكروبوليس» الذي صوره في أشهر المعابد اليونانية، وحقق شهرة عالمية وباع 7 ملايين نسخة حول العالم، وأصبح ثاني أكثر الأعمال الموسيقية مبيعاً على مر العصور، وحقق الألبوم 35 جائزة عالمية. ويعد ياني الموسيقي الوحيد في العالم الذي أقام أمسيات في 8 من أشهر مواقع التراث العالمي في قائمة اليونيسكو: الأكروبوليس (اليونان)، تاج محل (الهند)، المدينة المحرمة (الصين)، قرطاج (تونس)، الكرملين (روسيا)، الأهرام (مصر)، قلعة مورو (بورتوريكو)، قلعة جبيل (لبنان). وهو الناطق الرسمي باسم الصندوق العالمي للحياة البرية، ويبذل جهوداً لجمع التبرعات من أجل الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.