رداً على تجربة صاروخية فاشلة أجرتها كوريا الشمالية فجر أمس، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر، أن «كل الخيارات على الطاولة» في التعاطي مع بيونغيانغ، معتبراً أن الرئيس دونالد ترامب «سيتخذ الخطوات التي تلائم مصلحة الولاياتالمتحدة والأميركيين». تزامن ذلك مع محادثات لمايك بنس نائب الرئيس الأميركي في سيول في مستهل جولة له في المنطقة. وأكد ماكماستر في مقابلة مع شبكة «إي بي سي» الأميركية خلال زيارته لأفغانستان أمس، أن ترامب عقد قمة «ناجحة جداً» مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، كانت أولى نتائجها امتناع بكين عن استخدام «فيتو» ضد قرار مجلس الأمن حول استخدام السلاح الكيماوي في خان شيخون السورية، وبالتالي «عدم الجلوس ضمن نادي روسيا وبوليفيا». واعتبر أن القادة الصينيين يعملون بشكل وثيق مع الولاياتالمتحدة لحل قضية الملف النووي لكوريا الشمالية. وأشار ماكماستر إلى أن «الصين تشارك الإجماع الدولي على أن الوضع لا يمكن أن يستمر». ولوحظ حرص الجنرال الأميركي مرات عدة على تأكيد قلق القادة الصينيين من الملف النووي لكوريا الشمالية، مشدداً على أهمية التعاون مع بكين لحل هذا الملف وانتظار ما يمكن أن ينتج من الضغوط الصينية في سبيل تغيير تصرف بيونغيانغ. وعبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن هذا التوجه، مؤكداً في تغريدة على «تويتر» أمس، أن الصين تساعد في حل مشكلة تتعلق بكوريا الشمالية، مدافعاً عن عدوله عن وصف بكين بأنها تتلاعب بالعملة. وأضاف ترامب وسط انتقادات له بالتخلي عن وعوده الانتخابية، بينها إدراج الصين كمتلاعِب في العملة في الأيام الأولى من رئاسته. وقال: «لماذا أصف الصين بأنها تتلاعب بالعملة وهي تعمل معنا في ما يتعلق بمشكلة كوريا الشمالية؟ سنرى ما يحدث». وحمل بنس تطمينات إلى الحلفاء الآسيويين حول التعاون الصيني- الأميركي وحول احتواء تهديد كوريا الشمالية. وقال بعد وصوله إلى كوريا الجنوبية إن التزام بلاده بتحالف مع سيول، في أقوى مستوياته. ويشكّل تصعيد كوريا الشمالية امتحاناً محورياً لسياسة ترامب في بداية عهده، وسط انتقادات طاولته من زيادة التشنج عبر التهويل وزيادة الحضور العسكري الأميركي على الشواطئ الآسيوية. وقال النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايك موريل، إن ترامب «يجعل الوضع أكثر سوءاً بتهديداته»، ونصح بتجاهل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونع أون، والتركيز على أدوات ردعه. في الوقت ذاته، ألقى مسؤولون أميركيون سابقون اللوم على المصارف الصينية لتحايلها على العقوبات الدولية ومساعدتها كوريا الشمالية في شراء أسلحة والوصول إلى الأسواق الدولية. وأفادت صحيفة «بوليتيكو» بأنه خلال عهود الإدارات الأميركية الثلاث السابقة، لعبت مصارف صينية دوراً «مخرباً» في تمويل جهات تعمل لمصلحة كوريا الشمالية. ورأى هؤلاء أنه يجب فرض نوع من العقوبات على هذه الجهات الصينية بحال لم تلتزم العقوبات. ويحاول ترامب استخدام أسلوب الجزرة والعصا مع الصين بمنحها امتيازات تجارية لقاء الضغط على كوريا الشمالية، قبل فرض أي عقوبات محتملة على جهات صينية في حال فشل تلك الضغوط.