لنا عقود نلعب كرة القدم في الملاعب السعودية، وفي كل هذه العقود التي جمعت عشرات وعشرات المواسم الكروية، لا ينكر عاقل أننا تقدمنا تقريباً في كل شيء، (حتى ولو كان تقدماً غير مرضياً في بعض الأمور)، إلا أننا لم نتقدم قيد أنملة فيما يخص لوائح اللجان المعتمدة من اتحاد كرة القدم وآلية تعاطيها مع مشكلات الأندية المختلفة، بل وفي طريقة تعاملها بين مختلف الأندية، والتي تعتمد على تقييمات مبنية على آراء شخصية بحتة، تجد أثرها الواضح في تفاوت الأحكام التي تصدرها هذه اللجان تجاه ناد وناد آخر. فعندما تحدث مشكلة ما لناد ما، سواء أكانت هذه المشكلة تحكيمية أو جماهيرية أوحتى فنية ذات علاقة بتأجيل مباراة أو تسجيل لاعب وخلافه، تجد أن هذه اللجان تتعامل مع الأمر وكأنه يحدث لأول مرة، ليس في ملاعبنا فحسب، ولكن في الملاعب العالمية قاطبة! وكأنهم يغرقون في شبر من الماء! بينما الواقع أننا قد مررنا بمثل هذه الحالات عشرات وعشرات المرات! ولكن للأسف، تذهب كل هذه التجارب أدراج الرياح، وتبقى من دون جدوى أمام المشكلات التي تتكرر في كل موسم! لو جلسنا قليلاً وتفكرنا في الأسباب، قد يأتي «ابليس» اللعين ويقول: «إنهم يتعمّدون ذلك! لكي يكون لهؤلاء دائماً الفرصة ليكون القانون مطّاطاً بقدر الإمكان، لكي يتمكنوا من اتخاذ القرار المناسب للنادي المناسب!»، ولكنك عندما تتعوذ من ابليس اللعين، وتنفث على يسارك ثلاثاً، وتتذكر أننا في النهاية في مجتمع مسلم زرع فيه الخوف من الله في كل شؤون حياته، يبقى إذاً هناك احتمال واحد! وهو أن المنهجية التي تسير عليها هذا اللجان، لا تأخذ بالحسبان (جهلاً أو إهمالاً) تخزين التجارب في قاعدة بيانات لتستفيد منها الإدارات المتعاقبة لهذه اللجان. يعني يا جماعة! هل يعقل ألا يكون هناك قرار واضح وثابت للمشاكل التي تحدث داخل الملعب وخارجه كل هذه السنوات؟! هل عجزنا فعلاً عن وضع لوائح واضحة وثابتة، تستقي بنودها من مئات الأحداث التي تحدث في ملاعبنا وأنديتنا الرياضية خلال آلاف المبارات والأحداث التي جرت؟! أرجو ألا يخرج لي أحد المتحمسين ليقول لي: «بل لدينا لوائح... وبل وبل وبل!» سأقول له لو كانت لديكم لوائح واضحة أو حتى غير واضحة، لرأينا القرارات تخرج صبيحة اليوم التالي من دون معاريض وصراخ ومطالبات! ولرأينا الساحة الرياضية أقل احتقاناً وأهدأ بالاً، لأن كلاً يعرف حقه أو على الأقل جزءاً من حقه، وليس كما يحدث الآن، يجلس الواحد على أعصابه لا يعرف حتى كيف يخطط لمبارياته المقبلة ينتظر رداً من هذه اللجان التي تعرف جيداً على من ترد ومتى ترد بناءً على حسابات يعرفونها هم جيداً، بدا عن الشارع الرياضي المغلوب «أغلبه، وليس كله» على أمره. محمد المسحل [email protected]