على رغم إعلان المسؤولين في الشركة الوطنية للمياه إنشاء مشاريع عدة لإنهاء معضلة انقطاع المياه عن سكان مدينة جدة، ورفع كميات الضخ اليومية إلى 960 ألف متر مربع، إلا أن المشكلة نفسها تتكرر بين الحين والآخر، وفي أحياء مختلفة في المدينة الساحلية. وخلال جولة ل «الحياة» داخل حي الروابي (جنوبجدة) أبدى عدد من المواطنين امتعاضهم الشديد من استمرار انقطاع المياه عن منازلهم لأكثر من أسبوعين متواصلين. وبلهجة بدا عليها الحنق والغضب، قال الأهالي إن الأمر أصبح شهرية، في الوقت الذي نرى فيه المياه المتسربة تغطي جنبات الحي بأكمله، مطالبين الجهات المختصة بالنظر إلى معاناتهم ووقفها في أقرب وقت. وأكد المواطن علي عبدالله أن حي الروابي موعود في كل شهر بانقطاع المياه لفترات طويلة الأمر الذي يحمل السكان على اللجوء إلى أصحاب الصهاريج الذين رفعوا الأسعار إلى أرقام خرافية مستغلين حاجة الأهالي إلى وجود الماء بصورة دائمة. واستغرب عبدالله من تكرار انقطاع المياه عنهم، فيما تملأ المياه العذبة التي تتسرب من الشبكات، أجزاء واسعة من الطرق، متمنياً أن تلتفت الجهات المختصة إلى هذه المشكلة وتسعى إلى الترشيد من أجل تزويد الناس بالماء بدلاً من هدره سدى. واقترح على الجهات المختصة اللجوء إلى المياه الجوفية التي تغطي أجزاء كثيرة من مدينة جدة ومعالجتها بطريقة صحيحة، ليستفاد منها بشكل أفضل، وتحل شيئاً من المعضلة التي يعيشها قطاع كبير بين الوقت والآخر. وعلى شاكلة عبدالله، تمرمر محمد الغامدي من انقطاع المياه عن منزله لمدة تجاوزت الأربعة أيام متتالية، موضحاً أنه اضطر إلى الاستعانة بحلول بديلة تتمثل في تعبئة «غالونات»، وتوفيرها بأعداد كبيرة داخل المنزل يتم اللجوء إليها في كل الاستعمالات الضرورية. وتساءل عن مدى جدوى الوعود التي أطلقتها الشركة الوطنية للمياه، إذ إن أحياء جنوبجدة تعاني من مشكلة الانقطاع من فترة طويلة، على رغم إعلان الشركة زيادة الضخ اليومي لمدينة جدة. وعطفاً على ذلك، أشار الغامدي إلى أنه يتم استغلال المواطنين من أصحاب الصهاريج الخاصة بسبب أزمة المياه، إذ رفعوا الأسعار نظراً إلى حاجة المواطنين المتزايدة، مناشداً الجهات المختصة بالنظر سريعاً في معاناتهم. في المقابل، أعتبر راشد الحمدون وجود انقطاعات المياه عن مدينة ساحلية كجدة مشكلة كبيرة على اعتبار أن وجود جدة على ساحل البحر الأحمر يسهل الكثير من حل هذه المشكلة، مشيراً إلى أن انقطاع المياه معضلة ثابتة ومستمرة للأهالي خلال الأشهر الماضية. وطالب شركة المياه في حال عدم قدرتها على توفير المياه باستمرار بإشعار الأهالي عن مواعيد الانقطاع ليتخذوا احتياطاتهم وتدابيرهم اللازمة، حتى لا يقعوا في أزمة حقيقية، مفيداً أنه بات مألوفاً رؤية تسربات المياه تغطي كل شوارع جدة، متسائلاً عن الأسباب التي تمنع الاستفادة من تلك المياه المهدرة. من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية لؤي المسلم ل«الحياة» أن الشركة عملت على زيادة الضخ اليومي لمدينة جدة إلى 960 ألف متر مربع يومياً بنسبة معدل زيادة تصل إلى 50 في المئة عن السنوات الماضية، وقال: «يأتي ذلك في محاولة لإيصال المياه إلى أكثر عدد من المنازل، إضافة إلى أنه تم كشف وإصلاح عدد من التسربات السابقة في الشبكة. ولفت إلى تزويد كثير من أحياء جدة بالمياه بصفة يومية (ضخ مستمر) مثل أحياء الصفا، والربوة، والمروة، والنزهة، والبوادي والفيحاء وجميع أحياء شرق الخط السريع، في الوقت الذي تقلصت فيه الفترة الزمنية الفاصلة بين دورات ضخ المياه في بقية الأحياء.