بآمال واسعة، وأحلام ربما لا يتسع الأفق لحصرها ودع أمس آلاف الطلاب والطالبات المبتعثين إلى أميركا آخر أيام ملتقى الابتعاث السادس المنعقد في جدة هذه الأيام، مؤكدين رضاهم الكبير على برامجه المميزة التي تجاوزت أسبوعاً كاملاً، على رغم أنه لم يسهم في حل كثير من مشكلاتهم الرئيسة على حد قولهم.وحضرت «الحياة» أمس آخر ساعات الوداع التي شهدها الملتقى بين طلابه وطالباته، الذين تسابقوا على انتزاع ما يمكن انتزاعه من معلومات وإرشادات، وأجوبة مختلفة عن استفهامات وأسئلة واجهتهم في طريق إنهاء أوراق بعثتهم، كان أبرزها مشكلات بطاقات الفيزا، وأوامر الإركاب، والقبول الأكاديمي، والتنسيق بين المكاتب الداخلية للطلاب. فيما طغت مشكلات المحرم والسكن على معظم هموم الطالبات، اللائي بثثن هاتين الورقتين في وجه المسؤولين عن الابتعاث قبل أن ينفض سامر المكان عن أهله وزواره، ويخلو موقع الملتقى من رواده. ولفت طالب «البكالوريوس» المبتعث إلى أميركا سلمان الزهراني (قسم الحاسبات) إلى أن الملتقى السادس قدم ميزات عدة للطلاب والطالبات، خصوصاً في طريقة تقديمه للمعلومات والمحاضرات التوجيهية التي كانت مستمرة بشكل يومي، وجعل الطلاب والطالبات في مواجهة حقيقية أمام المسؤولين المباشرين عن شؤون الابتعاث والطلاب، مؤكداً أن هذا الأسلوب حل كثيراً من الاستفهامات والأسئلة التي كانت عالقةً بأذهان الطلاب والطالبات على حد سواء. وشدد على أن الملتقى كان توجيهياً وإرشادياً ومساعداً قوياً لعموم المشاركين فيه، «ومن هذا الباب فإنه يجب على الطلاب والطالبات تفهم وإدراك عملية أن دوره لا يتجاوز هذا المحور». وأضاف: «أما في خصوص المشكلات الرئيسة التي يعاني منها الطلاب والطالبات، كالمحرم والسكن، وبطاقات الفيزا وغيرها من المشكلات فإنها تحتاج إلى قرار وزاري لا يمكن للجان الابتعاث أن تبت فيه. أو تصدر قراراً حياله». وبدا أن الجميع اكتفى بما سبق من أيام داخل الملتقى، وربما أن اليوم الأخير صادف يوم إجازة رسمية داخل المدينة، وأسهم في حضور قليل للمبتعثين والمبتعثات، ولوحظ وجود عدد مجموعات قليلة من الطلاب تتناثر هنا وهناك بين دهاليز الملتقى، وأمام بواباته الإرشادية المختلفة التي توزع عليها بعض المسؤولين المرشدين من لجان الابتعاث. وأشار الطالب المبتعث إلى كندا للحصول على درجة الماجستير في الطب عامر باعطية إلى أن الملتقى تطور كثيراً عن السابق، وأصبح يقدم فعاليات وبرامج منوعة ومختلفة، وصارت برامجه تحظى بحضور النخبة من الشخصيات المهتمة بشؤون الابتعاث، مؤكداً أن حضور القنصل الأميركي جانباً من فعاليات الملتقى يؤكد هذه الحقيقة، ويرسم مدى البعد الكبير الذي وصل إليه الاهتمام من القيادة بتنظيم مثل هذه الملتقيات الابتعاثية. وقال في حديث إلى «الحياة»: «نعلم جيداً مدى أهمية هذه الملتقيات ودورها في تثقيف الطالب وتوعيته بالرسالة التي سيحملها، لكننا في الوقت ذاته كنا نتمنى أن تصدر بعض القرارات القوية التي تخدم المبتعثين والمبتعثات على حد سواء، فلا يمكن لنا أن نتصور أن ملتقى ابتعاث يضم الآلاف من الطلاب والطالب ويحضره النخبة من المسؤولين، ولا يستطيع إصدار قرار واحد يسهم في حل ولو جزء يسير من مشكلات المبتعثين». يشار إلى أن ملتقى الابتعاث السادس ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي سيبدأ اسبوعاً جديداً في مدينة الخبر شرق السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي المحطة الثالثة والأخيرة للملتقى قبل أن يغلق أبوابه تماماً، وبعد أن أكمل مرحلتيه الأولى في مدينة الرياض، والثانية في مدينة جدة.