قال كوريون شماليون أمس، إنهم لا يخشون الحرب، وذلك في أعقاب اختبار صاروخي فاشل وزيادة التوترات وتحرك مجموعات ضاربة تضم حاملة طائرات أميركية صوب المنطقة. وقالت القيادة الأميركية في المحيط الهادئ إن الصاروخ الكوري الشمالي «انفجر تقريباً فور إطلاقه» أمس، وذلك قبل ساعات من وصول مايك بنس نائب الرئيس الأميركي إلى كوريا الجنوبية لإجراء محادثات حول برنامج التسليح المتنامي لبيونغيانغ. ولم يكن أي من السكان في كوريا الشمالية الذين أجرت «رويترز» مقابلات معهم على علم بأن اختباراً تم إجراؤه على إطلاق صاروخ، لكنهم أكدوا انهم لا يخشون من اندلاع حرب. ويتطابق هذا الموقف مع التحدي الذي أعلنه نظام الزعيم الشمالي كيم جونغ اون. في المقابل، قال كوريون جنوبيون أمس، إنهم قلقون في شأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية بعد محاولة فاشلة لاختبار إطلاق صاروخ في كوريا الشمالية. وشكلت محاولة الإطلاق الفاشلة من الساحل الشرقي لكوريا الشمالية، تجاهلاً لتحذيرات الصين، الحليف الرئيسي لبيونغيانغ، وأتت بعد يوم من تنظيم كوريا الشمالية عرضاً عسكرياً في عاصمتها، لمناسبة ذكرى ميلاد مؤسس الدولة كيم ايل سونغ، حيث تم في ما يبدو عرض صواريخ باليستية جديدة طويلة المدى. واعتبرت كوريا الجنوبية أن هذا الاستعراض للقوة «يمثل تهديداً للعالم بأسره». ويقوم بنس حالياً بزيارة إلى سيول في مستهل جولة آسيوية تستمر 10 أيام، فيما يقول مساعدوه إن الزيارة دليل على التزام الولاياتالمتحدة تجاه حليفتها إزاء التوتر المتصاعد. وتتجه مجموعة قتالية أميركية تضم حاملة الطائرات «كارل فينسون» التي تعمل بالطاقة النووية إلى المنطقة. لكنّ مستشاراً للسياسة الخارجية في البيت الأبيض خفف بعض التوتر على ما يبدو، قائلاً إن الاختبار كان لصاروخ يعتقد أنه متوسط المدى ولم يكن مفاجئاً. وأضاف للصحافيين طالباً عدم ذكر اسمه: «كانت لدينا معلومات جيدة قبل الإطلاق ومعلومات جيدة بعد الإطلاق. إنه اختبار فاشل يأتي بعد اختبار فاشل آخر. لذا فليست هناك حاجة بالفعل لتعزيز فشلهم. لسنا في حاجة لإنفاق أي موارد على هذا». وأشار إلى أن الصاروخ فشل بعد أربع أو خمس ثوان من إطلاقه. وحذرت كوريا الجنوبية التي تستضيف 28500 جندي أميركي من رد عقابي، إذا أدى إطلاق الصاروخ إلى استفزازات أخرى. وأعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان أن «إظهار كوريا الشمالية مجموعة متنوعة من الصواريخ الهجومية خلال العرض العسكري الذي أجري أمس (السبت) والإقدام على إطلاق صاروخ باليستي اليوم استعراض للقوة يهدد العالم بأسره». وتهديد الشمال بشن هجوم نووي على الولاياتالمتحدة إذا تعرض للاستفزاز، له دلالاته في هذا التوقيت إضافة الى إعلان بيونغيانغ أنها طورت وستطلق صاروخاً يمكن أن يضرب البر الرئيسي الأميركي، لكنّ مسؤولين وخبراء يعتقدون إنه ما زال أمامها بعض الوقت قبل امتلاك التكنولوجيا اللازمة لذلك. وقال مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الكورية الجنوبية في بيان: «كوريا الشمالية حاولت إطلاق صاروخ لم يتم تحديده من مكان قريب من منطقة سينبو هذا الصباح ولكن من المعتقد أنه فشل». ويشير تزامن توقيت الاختبار مع زيارة بنس وبعد يوم من العرض العسكري إلى تحد متعمد. وكانت كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً من المنطقة نفسها هذا الشهر قبل قمة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، لبحث برنامج الأسلحة في كوريا الشمالية. وحلق ذلك الصاروخ لمسافة نحو 60 كيلومتراً، لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنه صاروخ «سكود» يعمل بوقود سائل ومتوسط المدى على ما يبدو ولم يقطع سوى مسافة صغيرة من مداه قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة. وبثت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن يانغ جيه تشي كبير الديبلوماسيين الصينيين تحدث مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عبر الهاتف امس، وتبادلا الآراء في شأن «الوضع في شبه الجزيرة الكورية». وتصاعد التوتر بشدة في المنطقة، وسط مخاوف من أن يجري الشمال سادس تجاربه النووية أو يختبر صاروخاً باليستياً السبت لمناسبة الذكرى الخامسة بعد المئة لميلاد كيم إيل سونغ.