يدرس محققون ألمان زعماً ثالثاً محتملاً للمسؤولية عن الهجوم الذي استهدف باصاً أقلّ لاعبي نادي بوروسيا دورتموند الثلثاء الماضي، يتبنّى مقولات اليمين المتطرف. وأوردت صحيفة «تاغسشبيغل» الألمانية أنها تلقت الخميس رسالة إلكترونية من يميني متطرف، تطرّق الى الزعيم النازي أدولف هتلر وهاجم «تعدد الثقافات» واعتبر أن هجوم دورتموند شكّل «إنذاراً أخيراً»، مرجّحاً وقوع اعتداء آخر في 22 الشهر. وأكدت فراوكي كوهلر، الناطقة باسم مكتب المدعي العام الاتحادي الذي يتولى التحقيق في جرائم الإرهاب، أن المكتب حصل على نسخة من الرسالة. وكانت ثلاثة تفجيرات وقعت قرب باص دورتموند، لدى نقله الفريق من فندقه في ضواحي المدينة إلى الملعب لخوض مباراة ضد موناكو الفرنسي في ربع نهائي دوري الأبطال الأوروبي. وأدت إلى تحطيم نافذة في الباص، وإخضاع المدافع الإسباني مارك بارترا لجراحة، بعد تعرّضه لكسر في معصمه وإصابته بشظايا في ذراعه. ووجد محققون 3 نسخ من رسالة قرب موقع التفجيرات، طالبت برلين بسحب طائرات استطلاع من طراز «تورنادو»، تساهم في محاربة تنظيم «داعش» في سورية والعراق، وبإغلاق القاعدة الجوية الأميركية في رامشتاين غرب ألمانيا. وأوردت وسائل إعلام أن النسخ الثلاث متطابقة ومطبوعة باللغة الألمانية، ورد فيها أن الهجوم نُفذ «باسم الله». وبثّت شبكة «أي.آر.دي» الألمانية أن تقريراً أمر محققون بإعداده، أفاد ب «شكوك ضخمة» في شأن الرسائل، مشيراً إلى أنها قد تكون وُضعت للتضليل، بهدف الإيحاء بأن إسلاميين نفذوا الهجوم. وعلّقت كوهلر على تقرير الشبكة، قائلة: «هذا صحيح». وأضافت أن الرسائل «مشكوك فيها»، لافتة إلى أن المحققين يركزون على متطرفَين إسلاميَين مشبوهَين، ومشيرة إلى تفتيش منزليهما وتوقيف أحدهما. وكانت كوهلر قالت إن المدعي العام الاتحادي تولى الملف على أساس ترجيح «خلفية إرهابية»، مستدركة أن «الدافع الدقيق للهجوم ما زال غير واضح». وذكرت مصادر أمنية أن محققين يحاولون معرفة هل أن متطرفين من اليمين أو اليسار نفذوا الهجوم. وكان رالف ياغر، وزير الداخلية في ولاية نورد راين فستفاليا، اعتبر أن الرسائل «ليست عادية». وأفادت معلومات برسالة ثانية تتبنّى مسؤولية التفجيرات، نشرتها بوابة إلكترونية مناهضة للفاشية، وتشير إلى أن الهجوم ردّ على «تراخي» بوروسيا دورتموند مع مشجعين له من العنصريين والنازيين الجدد. لكن ياغر نبّه إلى أن هذه الرسالة قد تكون محاولة لتضليل التحقيق. إلى ذلك، نقلت صحيفة «فيلت أم زونتاغ» عن مصدر مشارك في التحقيقات أن المتفجرات التي استُخدمت في الهجوم على الباص «كانت مليئة بمسامير، وقد تكون جاءت من مخزون القوات المسلحة الألمانية»، مستدركاً أن السلطات «ما زالت تتحرى الأمر». وأشارت إلى أن الشرطة تعتقد بإمكان وقوع مزيد من الهجمات، ونقلت عن وثيقة أُرسلت إلى مقر الشرطة الإقليمية أن مباريات كرة القدم والحفلات الفنية والأحداث الثقافية، معرّضة لخطر. وقال وزير الداخلية في ولاية بافاريا يواخيم هيرمان إن الولاية تعتزم استخدام مزيد من كاميرات المراقبة، خصوصاً في المناطق التي تشهد جرائم وفي الأماكن العامة. وهذه قضية مثيرة للجدل في ألمانيا، إذ ما زالت ذكريات الشرطة السرية أيام النازية (غيستابو) وجهاز الأمن السري في ألمانياالشرقية (شتازي) ماثلة في الأذهان. في غضون ذلك، أوردت مجلة «فوكوس» الألمانية أن الشرطة أوقفت في 3 مدن ألمانية، 3 أشخاص، هم أفغاني وتركي وألماني، للاشتباه في مساعدتهم إسلامياً متشدداً، احتُجز في شباط (فبراير) الماضي، وأقرّ بتخطيطه لاستدراج شرطيين أو جنود إلى فخ وقتلهم بقنبلة منزلية الصنع. وأشارت المجلة إلى صدور مذكرة لتوقيف الثلاثة، وهم رجلان وامرأة. والسلطات الألمانية في حال تأهب، منذ اجتاح إسلامي متشدد بشاحنة سوقاً ميلادية في برلين، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، موقعاً 12 قتيلاً.